إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.
قال الترمذيّ (١٩٩٩): "وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، إنما معناه لا يخلد في النار. وهكذا روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الآية: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [آل عمران: ١٩٢] فقال: من تخلد في النار فقد أخزيته. انتهى.
• عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان رجلا جميلا، فقال: يا رسول اللَّه! إني رجل حبب إلي الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفوقني أحد، إما قال: بشراك نعلي، وإما قال: بشسع نعلي، أفمن الكبر ذلك؟ قال "لا، ولكن الكبر من بطر الحق، وغمط الناس"
صحيح: رواه أبو داود (٤٠٩٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٥٥٦)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٦٧)، والحاكم (٤/ ١٨١) كلهم من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قوله: "غمط الناس" أي أزرى الناس واستخفّهم واحتقرهم ولم يرهم شيئًا.
قوله: "بطر الحق" أي دفعه وأنكره ترفّعا وتجبّرا.
• عن سلمة بن الأكوع، أن رجلا أكل عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشماله، فقال: "كل بيمينك"، قال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت"، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٢١) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، عن عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه، حدثه، فذكره.
واسم هذا الرجل: بسر بن راعي العيرَ كما رواه أحمد (١٦٤٩٩) عن بهز بن أسد العمي، قال: حدّثنا عكرمة بن عمار اليمامي، حدّثنا إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول لرجل يقال له: بسر بن راعي العيرَ أبصره يأكل بشماله فقال: كل بيمينك فقال: لا أستطيع. فقال: لا استطعت قال: فما وصلت يمينه إلى فمه بعدُ.
وقال أبو النضر في حديثه: ابن راعي العير من أشجع.
وأبو النضر هو هاشم بن القاسم، وعنه رواه عبد بن حميد في المنتخب (٣٨٨) هذه القصة وقال فيه: يقال له: بسر بن راعي العير.
وبسر بن راعي العير لم يذكره ابن عبد البر من الصحابة في الاستيعاب، ولكن ذكره ابن منده