الأستار (٢٩٢٩)، والعقيلي في الضعفاء (٧٩٤)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٤٥٦) كلهم من حديث عبد اللَّه بن حكيم أبي بكر الداهري قال: حدّثنا يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثلاثة لا يقربهم الملائكة: سكران، والمتخلق، والجنب أو الحائض" كما في بعض الروايات. قال البخاري: "لا يصح".
وقال العقيلي: "أبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا أصل لها، ويحيل على الثقات".
ونقل عن يحيى أنه قال: "ليس حديثه بشيء". وقال ابن عدي: "هو منكر الحديث".
وأورده الهيثمي في المجمع (٥/ ١٥٦) وقال فيه: "عبد اللَّه بن حكيم ضعيف".
قلت: وقد اتهمه بعض أهل العلم.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمار قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي، فضمخوني بالزعفران، فغدوت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي: فقال: "اغسل هذا". قال: فذهبت، فغسلته، ثم جئت، وقد بقي علي منه شيء، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي. وقال: "اغسل هذا عنك". فذهبت، فغسلته، ثم جئت، فسلمت عليه، فرد علي، ورحب بي، وقال: "إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر، ولا المتضمخ بزعفران، ولا الجنب"، ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ.
رواه أحمد (١٨٨٨٦)، وأبو داود (٤١٧٦)، والترمذي (٦١٣) مختصرًا كلهم عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار، فذكره. واللفظ لأحمد.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
كذا قال مع أن فيه انقطاعا؛ فإن يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر، قال أبو داود (٢٢٥): "بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل.
قلت: وهو كما قال فقد رواه أبو داود (٤١٧٧)، وأحمد (١٨٨٩٠) من حديث ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع يحيى بن يعمر، يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر - زعم عمر أن يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر أن عمارًا قال: فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف لإبهام الرجل الذي حدث عن عمار بن ياسر.
ورواه أيضًا أبو داود (٤١٨٠) عن هارون بن عبد اللَّه، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، حدّثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر، فذكره مختصرًا.
وهذا أيضًا ضعيف فإن الحسن مدلس ولم يسمع من عمار بن ياسر.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يقبل اللَّه تعالى صلاة رجلٍ في جسده شيء من خلوق". فإسناده ضعيف.