وفي نسخة:"لم يسمع خالد بن دريك من عائشة، ولا أدركها".
قلت: وهو كما قال، وسعيد بن بشير هو الأزدي مولاهم، أبو عبد الرحمن الشامي ضعيف، ضعفه النسائي وأبو داود، وقال البخاري:"يتكلمون في حفظه وهو محتمل"، وقال ابن معين:"ليس بشيء"، وقال ابن حبان:"كان رديء الحفظ فاحش الخطأ".
وفيه أيضًا: الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن.
وكذلك لا يصح ما رواه البيهقي (٧/ ٨٦) من حديث ابن لهيعة، عن عياض بن عبد اللَّه أنه سمع إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري، يخبر عن أبيه، أظنه عن أسماء بنت عميس أنها قالت: دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عائشة بنت أبي بكر، وعندها أختها أسماء، وعليها ثياب شامية واسعة الأكمام، فلما نظر إليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قام فخرج، فقالت لها عائشة: تنحي فقد رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرًا كرهه، فتنحت، فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألته عائشة: لم قام؟ قال:"أولم تري إلى هيئتها إنه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هكذا". وأخذ بكفيه، فغطى بهما ظهر كفيه حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه، ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلا وجهه. قال البيهقي:"إسناده ضعيف".
قلت: ابن لهيعة فيه كلام معروف. وعياض بن عبد اللَّه الفهري المدني قال فيه ابن معين:"ضعيف الحديث"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي".
ورواه أيضًا أبو داود في مراسيله (٤٢٤) عن محمد بن بشار، حدّثنا أبو داود، حدّثنا هشام، عن قتادة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل".
وهذا أيضًا مرسل.
وذكر البيهقي (٧/ ٨٦) حديث غبطة بنت عمرو المجاشعية قالت: حدثتني عمتي أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي اللَّه، بايعني. قال:"لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنها كفي سبع".
وغبطة وأم الحسن مجهولتان.
ثم ذكر البيهقي حديث مطيع بن ميمون أبي سعيد قال: حدثتنا صفية بنت عصمة، عن عائشة قالت: جاءت امرأة وراء الستر بيدها كتاب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقبض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يده وقال:"ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟ ". قالت: بل يد امرأة. قال:"لو كنت امرأة لغيرت أظفارك بالحناء".
ومطيع بن ميمون هذا ضعيف كما في الكاشف، وصفية بنت عصمة ذكرها الذهبي في فصل النسوة المجهولات.