"من استمع، ومن تحلم، ومن صور" نحوه.
وتابعه هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس قوله". انتهى.
والبخاري ساق هذه الأحاديث لبيان أن الرواة اختلفوا على عكرمة إلا أنه رجح رواية سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، وذكر هذا الخلاف من باب العلم فقط، لا من باب الإعلال، مع أن رفع عكرمة عن أبي هريرة أيضًا ثابت، ولا يعل أحدهما الآخر فكلاهما محفوظان. وإليه أشار الدارقطني أيضًا في العلل (١١/ ١٢٥).
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من صور صورة عذب يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيه، ومن استمع إلى حديث قوم ولا يعجبهم أن يستمع حديثهم أذيب في أذنه الآنك، ومن تحلم كاذبا دفع إليه شعيرة، وعذب حتى يعقد بين طرفيها، وليس بعاقد".
صحيح: رواه أحمد (١٠٥٤٩) - واللفظ له، والنسائي (٥٣٦٠) كلاهما من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن عكرمة، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: "الآنك" هو الرصاص الأبيض. وقيل: الأسود، وقيل: الخالص منه.
• عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "قال اللَّه عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة"
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٥٣)، ومسلم في اللباس (٢١١١) كلاهما من طريق عمارة بن القعقاع، ثنا أبو زرعة به، فذكره. واللفظ لمسلم.
قوله: "فليخلقوا ذرة. . . الخ" هو أمر بمعنى التعجيز.
قال النووي: "معناه فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كهذه الذرة التي هي خلق اللَّه تعالى، وكذلك فليخلقوا حبة حنطة أو شعير، أي: ليخلقوا حبة فيها طعم تؤكل، وتزرع، وتنبت، ويوجد فيها ما يوجد في حبة الحنطة والشعير ونحوهما من الحب الذي يخلقه اللَّه تعالى، وهذا أمر تعجيز" اهـ.
• عن أبي جحيفة أنه اشترى غلامًا حجامًا، فقال: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن آكل الربا، وموكله، والواشمة، والمستوشمة، والمصور.
صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٦٢) عن محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.