رواه الترمذيّ (٢٥١٧) عن عمرو بن علي، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا المغيرة بن أبي قرّة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
قال عمرو بن علي: قال يحيى: "وهذا عندي حديث منكر".
قال الترمذيّ: "وهذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهو كما قال، فإن المغيرة بن أبي قرة السدوسي مستور كما قال الحافظ.
والمراد من قول يحيى القطان: "حديث منكر". يعني تفرّد به المستور.
• عن أمّ سلمة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته قال: "بسم اللَّه توكّلت على اللَّه، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزِلّ أو نضِلّ أو نَظلِم أو نُظلَم أو نَجهل أو يُجهل علينا".
صحيح: رواه أبو داود (٥٠٩٤)، والترمذي (٣٤٢٧)، والنسائي (٥٤٨٦)، وابن ماجه (٣٨٨٤)، وأحمد (٢٦٦١٦، ٢٦٧٠٤)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٧٧)، والحاكم (١/ ٥١٩) كلهم من طرق عن منصور، عن الشعبي، عن أمّ سلمة، فذكرته. والسياق للترمذي.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهّم متوهّم أن الشعبي لم يسمع من أمّ سلمة وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعا، ثم أكثر الرواية عنهما جميعا". اهـ
والكلام عليه مبسوط في الأذكار.
معنى التوكّل: ليس التوكل القعود عن الكسب، بل التوكل: هو السعي والجهد في طلب الرزق من الطرق المشروعة ثم التفويض إلى اللَّه ما قدّره له.
روي عن عمر بن الخطاب أنه لقي أناسًا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكّلون. قال: بل أنتم المتّكلون، إنما المتوكل الذي يُلقي حبّه في الأرض، ويتوكل على اللَّه عز وجل.
رواه ابن أبي الدنيا في التوكل (١٠) بإسناده عن معاوية بن قرة أن عمر بن الخطاب لقي ناسًا، فذكره.
ومعاوية بن قرة لم يدرك عمر بن الخطاب لأنه ولد سنة ٣٧ هـ.
وقال عبد اللَّه بن مسعود: إن أشد آية في القرآن تفويضًا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٣].
وفي رواية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: ٢].
ذكره ابن أبي الدنيا في التوكل (٥٠)، وعبد الرزاق (٣/ ٣٧٠ - ٣٧١) وغيرهما.
قال بعض الحكماء: التوكل على ثلاث درجات: -
أولها: ترك الشكاية. والثانية: الرضى. والثالثة: المحبة. فترك الشكاية درجة الصبر، والرضى