للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، فذكره.

واللفظ للبخاري، وليس عند مسلم ذكر الوشاية.

وقوله: "تعزرني" أي تقومني وتعلمني، ومنه تعزير السلطان وهو تقويمه بالتأديب.

• عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرًا، وواللَّه لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ باللَّه أن أكون في نفسي عظيما، وعند اللَّه صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا.

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٧) من طرق عن سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي - وقد أدرك الجاهلية، فذكره.

وكان عتبة بن غزوان يومئذ أميرًا على البصرة.

• عن جابر بن عبد اللَّه، أنه قال: بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة، قال: وأنا فيهم، قال: فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش، فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، قال: فكان يقوتناه كل يوم قليلا قليلا، حتى فني، ولم تصبنا إلا تمرة تمرة. فقلت: وما تغني تمرة؟ ، فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. . . الحديث.

متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢٤) عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره. ورواه البخاريّ في الشركة (٢٤٨٣)، ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ٢١) كلاهما من طريق مالك، به.

وفي معناه ما روي عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، وكان بدريا، قال: لقد كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يبعثنا في السرية يا بني، ما لنا زاد إلا السلف من التمر، فيقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة، قال: فقلت له: يا أبت، وما عسى أن تغني التمرة عنكم؟ ، قال: لا تقل ذلك يا بني فبعد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>