سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد اللَّه بن الأشج، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
قلت: وهو كذلك، والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة المائدة.
• عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قِسِيّكم، وقَطِّعوا أوتارَكم، واضربوا سيوفَكم بالحجارة، فإن دخل -يعني على أحد منكم- فليكن كخير ابني آدم".
حسن: رواه أبو داود (٤٢٥٩)، والترمذي (٢٢٠٤)، وابن ماجه (٣٩٦١)، وأحمد (١٩٧٣٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٩٦٢) كلهم من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، عن أبي موسى، فذكره.
وذكره الترمذيّ مختصرًا وقال: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: وهو كما قال؛ فإن عبد الرحمن بن ثروان حسن الحديث.
ورواه أبو داود (٤٢٦٢)، وأحمد (١٩٦٦٢)، والحاكم (٤/ ٤٤٠) كلهم من طريق عبد الواحد ابن زياد، حدّثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة قال: سمعت أبا موسى يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنا ويُصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "كونوا أحلاس بيوتكم".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: أبو كبشة هو السدوسي لا يعرف له راو غير عاصم الأحول، ولم يوثقه أحد، ولذا قال الذهبي في الميزان: "لا يعرف" إلا أنه توبع في الإسناد الأول.
وقوله: "كونوا أحلاس بيوتكم"، والأحلاس جمع حِلْس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبّهها للزومها ودوامها، فقوله: كونوا أحلاس البيت أي الزموها ملازمة الفراش.
• عن عُديسة ابنة وُهْبان بن صيفي أنها كانت مع أبيها في منزله فمرض، فأفاق من مرضه ذلك، فقام علي بن أبي طالب بالبصرة، فأتاه في منزله حتى قام على باب حجرته، فسلّم ورد عليه الشيخُ السلام، فقال له عليٌّ: كيف أنت يا أبا مسلم؟ قال: بخير، فقال عليٌّ: ألا تخرج معي إلى هؤلاء القوم فتُعينَني؟ قال: بلى إن رضيتَ بما