والصحابي الذي نسي اسمه هو عبد اللَّه بن أبي أوفى كما في حديث البزار.
وقوله: "بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى"، الصحيح أن بعثه كان إلى ابن الزبير في مكة، وكان ذاهبا إلى مكة فمرَّ بالمدينة، ولقي عبد اللَّه بن أبي أوفى وسمع منه هذا الحديث.
• عن جندب بن سفيان -رجل من بَجيلة- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ستكون بعدي فتنٌ كقطع الليل المظلم، تصدم الرجل كصدم جباه فحول الثيران، يُصبح الرجل فيها مسلمًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مسلمًا ويُصبح كافرًا"، فقال رجل من المسلمين، يا رسول اللَّه! فكيف نصنع عند ذلك؟ قال: "ادخلوا بيوتَكم واخْمِلوا ذكركم"، قال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دُخل على أحدنا بيته؟ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فليمسك بيديه، وليكن عبد اللَّه المقتول، ولا يكن عبد اللَّه القاتل، فإن الرجل يكون في قبة الإسلام فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، فتجب له جهنم".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (٣٨٥٨٥)، وأبو يعلى (١٥٢٣)، والطبراني في الكبير (١٧٢٤) كلهم من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني جندب بن سفيان، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين خلافه.
وعبد الحميد بن بهرام أيضًا صدوق وهو من أخص أصحاب شهر بن حوشب، وقد حسّنه أيضًا ابن حجر في المطالب العالية (٤٣٤١).
وجندب بن سفيان هو: جندب بن عبد اللَّه بن سفيان، وقد ينسب على جده وهو البجلي. انظر ترجمته في الإصابة (١٢٣١).
• عن أبي جمرة، عن ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطى محمد بن مسلمة سيفا، فقال: "قاتل المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت سيفين اختلفا بين المسلمين فاضرب حتى ينثلم، واقعد في بيتك حتى تأتيك منية قاضية، أو يد خاطئة".
قال أبو جمرة: ثم أتيت ابن عمر فحذا لي على مثله عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٢٣٠) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا ثواب بن عتبة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ثواب بن عتبة فإنه حسن الحديث ما لم يأت بما ينكر عليه، والعباس بن الفضل صدوق حسن الحديث أيضًا.
• عن محمد بن مسلمة قال: قال رسول اللَّه: "يا محمد، إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا، فاعمدْ بسيفك إلى أعظم صخرة في الحرة، فاضربْ بها حتى ينكسر، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو منية قاضية"، ففعلت ما أمرني به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.