للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما قول ابن حجر في التقريب: "ثقة" ففيه نظر.

وله طريقان آخران يقويان:

أحدهما: ما رواه أحمد (٣٧٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٦٤) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشب، حدثني أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، عن القاسم بن عبد الرحمن (هو ابن عبد اللَّه بن مسعود)، عن أبيه، عن جده.

وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا النزر اليسير، ليس هذا منها.

والثاني: ما رواه البزار (١٩٤٢)، والطحاوي في شرح المشكل (١٦١٢) كلاهما من طريق شريك النخعي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره، وفيه: "فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال، يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم".

وشريك سيء الحفظ، وكذا شيخه وبمجموع هذه الطرق يصير الحديث حسنا.

ومعنى الحديث: أن الفتنة تقع بعد خمس وثلاثين سنة، أو بعد ست وثلاثين، أو بعد سبع وثلاثين، ليس على الشك بل متى شاء اللَّه تعالى. فقد شاء أن تقع بعد خمس وثلاثين سنة بعد قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه، فكان ذلك سببا لوقوع الاختلاف، وتفرق كلمة المسلمين.

وقوله: "فإن يصطلحوا فيما بينهم. . . " أي أنهم لم يصطلحوا نيما بينهم، فكان قد وقع فيهم سنن اللَّه الكونية من سفك الدماء، والقتال فيما بينهم، ولكن اللَّه بنعمته ورحمته حفظ هذه الأمة من الارتداد والهلاك، وستبقى ما شاء اللَّه إلى يوم القيامة.

• عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: "نعم، أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد اللَّه عز وجل بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام"، قال: ثم ماذا يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم تقع فتن كأنها الظلل"، فقال الأعرابي: كلا يا رسول اللَّه، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساودَ صُبا يضرب بعضكم رقاب بعض".

وزاد في رواية في آخرها: "وأفضل الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي ربه تبارك وتعالى، ويدع الناس من شره".

صحيح: رواه أحمد (١٥٩١٨، ١٥٩١٧)، وصحّحه الحاكم (١/ ٣٤، و ٤/ ٤٥٤ - ٤٥٥) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز بن علقمة الخزاعي، فذكره.

وإسناده صحيح. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح".

والرواية الثانية: رواها أحمد (١٥٩١٩)، وصحّحها ابن حبان (٥٩٥٦) كلاهما من طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>