أر له ذكرًا إلا في هذا الموضع من مسند أحمد.
• عن أبي حبيبة أنه دخل الدار، وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا -أو قال- اختلافا وفتنة" فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول اللَّه؟ قال: "عليكم بالأمين وأصحابه"، وهو يشير إلى عثمان بذلك.
حسن: رواه أحمد (٨٥٤١) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٣٢٧١٢)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٩٩) كلهم من طريق موسى بن عقبة قال: حدثني جدي -أبو أمي- أبو حبيبة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي حبيبة وهو مولى الزبير بن العوام، ولا يعرف اسمه، ووثّقه العجلي وابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في أهل المدينة، أي أنه كان معروفا عند أهل المدينة.
تنبيه: تحرف "أبو حبيبة" عند الحاكم إلى "أبي حسنة".
• عن عبد اللَّه بن حوالة الأزدي، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "من نجا من ثلاثٍ فقد نجا" قاله ثلاث مرات، قالوا: ماذا يا رسول اللَّه؟ قال: "موتي، ومِنْ قتلِ خليفةٍ مصطبرٍ بالحق يُعطيه، والدجالِ".
حسن: رواه أحمد (٢٢٤٨٨)، وابن أبي شيبة (٣٨٦٣٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٠١) كلهم من طرق عن الليث بن سعد، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط التجيبي، عن عبد اللَّه ابن حوالة الأزدي، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل ربيعة بن لقيط التجيبي فإنه حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٣٠) وقال: وروى عنه أهل مصر.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وقوله: "موتي" لقد وقع كما أخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد افتتن الناس عند موته، فمنهم من شك في موته، ومنهم من ارتد بعد موته فنجا اللَّه المؤمنين على يد أبي بكر، فألقى أبو بكر خطبته المشهورة: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت"، وأزال الشك عن قلوب المؤمنين كما قاتل أهل الردة، وأنقذ المسلمين من فتنة عظيمة.
وقوله: "مِنْ قتلِ خليفةٍ مصطبرٍ بالحق" أي مِنْ قتلِ خليفة قائم على الحق وهو يؤدي حق خلافته من رعاية الأمة ومصالحها.
وقوله: "الدجال" هو المسيح الدجال الذي يأتي في آخر الزمان.