عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: "يرجع" يعني يقول: "إنا للَّه وإنا إليه راجعون".
وقوله: "دحضت" أي عثرتَ وأخطأتَ في الفهم.
وروي عن أبي غادية قال: قُتل عمارُ بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن قاتله وسالبه في النار"، فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تُقاتله قال: إنما قال: "قاتله وسالبه".
رواه أحمد (١٧٧٧٦)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٦٠ - ٢٦١) كلاهما عن عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو الأحوص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية (واسمه يسار بن سبع وله صحبة) قال: فذكره.
هكذا ساقه أحمد مختصرًا، وأما ابن سعد فقد ساقه بسياق أطول منه وفيه: عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلن. فلما كان يوم صِفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال: فحملت عليه، فطعنته في ركبته، قال: فوقع، فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول: "إن قاتله وسالبه في النار"، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تُقاتله، فقال: إنما قال: قاتله وسالبه.
وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، وفي مطبوعة المسند "أبو حفص"، والتصويب من إتحاف المهره (١٥٩٧٤).
والحديث مع جودة إسناده شاذّ مخالف للأحاديث الصّحيحة المتواترة، فإن الفئة الباغية هي القاتلة عمارًا، ولا القاتل وحده، فلعل عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه قال: "إن قاتله وسالبه في النار" اجتهادا منه، فعزاه بعض الرواة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. واللَّه أعلم بالصواب.
وقوله: "عمار بن ياسر يقع في عثمان ويشتمه بالمدينة" لم يردْ في سيرة عمار بن ياسر في كتب التراجم وغيرها أنه كان يشتم عثمان، ولعل هذا فهمٌ من أبي غادية؛ لأنه كان من شيعة عثمان، وعمار كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عن الجميع، فيمكن أن عمارًا قد تكلم في عثمان بعض الكلام، وفهمه أبو غادية سبًّا وشتمًا. واللَّه أعلم بالصواب.
وأما أبو الغادية فهو القاتل كما في الحديث الآتي:
• عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط القَصَب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية استسقى ماءًا فأتي بإناءٍ مُفَضَّض، فأبى أن يشرب، وذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر هذا الحديث: "لا ترجعوأ بعدي كفارًا أو ضُلّالًا -شك ابن أبي عدي- يضرب بعضكم رقاب بعض"، فإذا رجل يسب فلانًا، فقلت: