ورواه مسلم (١٠٦٨: ١٦٠) من طريق يزيد بن هارون، عن العوّام بن حوشب، حدّثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أُسير بن عمرو، عن سهل بن حنيف باللفظ الثاني.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: أتى رجلٌ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالجعرانة منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقبض منها يعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدلْ، قال: "ويلك، ومن يعدلُ إذا لم أكنْ أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول اللَّه، فأقتل هذا المنافق فقال: "معاذ اللَّه أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية".
متفق عليه: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٣) عن محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٣٨) من وجه آخر عن جابر مختصرًا.
قوله: "لا يجاوز حناجرهم" قال القاضي عياض: فيه تأويلان:
أحدهما: لا تفقه قلوبهم، ولا ينتفعون بما تلوا منه، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق.
والثاني: أي لا يصعد لهم عملٌ ولا تلاوة ولا يتقبّل، والحناجر جمع حنجرة.
قوله: "يمرقون من الدين" أي يخرجون منه.
• عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن بعدي من أمتي -أو سيكون بعدي من أمتي- قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٧) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره.
قال عبد اللَّه بن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم الغفاري، قلت ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا؟ فذكرت له هذا الحديث، فقال: وأنا سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
• عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "سيكون في أمتي خلاف وفرقة: قوم يُحسنون القِيل، ويُسيئون الفِعل، يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، يحقرُ أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتَدَّ على فُوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب اللَّه، وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان