وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٢) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير به نحوه، وفيه: "أربعين سنة أو قريبًا من أربعين سنة".
وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فإنه حسن الحديث.
وقوله: "قال أبو داود": أبو داود هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسيّ
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
• عن أبي بكر الصديق قال: حدّثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأنّ وجوههم المجان المطرقة".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٢٣٧)، وابن ماجه (٤٠٧٢)، وأحمد (١٢)، والحاكم (٤/ ٥٢٧) كلهم من حديث روح بن عبادة، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي التياح، عن المغيرة بن سبيع، عن عمرو بن حريث، عن أبي بكر الصديق، فذكره.
وقال الترمذيّ: "وهذا حديث حسن غريب، وقد رواه عبد اللَّه بن شوذب عن أبي التياح، ولا نعرفه إلا من حديث أبي التياح".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: إسناده حسن من أجل المغيرة بن سبيع، وثقه العجلي وابن حبان، ونقل البرقاني عن الدارقطني أنه قال: كوفي يحتج به، وسعيد بن أبي عروبة مختلط لكن رواية روح بن عباد كانت قبل الاختلاط وقد توبع كما قال الترمذيّ.
قوله: "يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان" أي جهة المشرق من الجزيرة العربية، وقد جاء في حديث النواس بن سمعان عند مسلم (٢٩٣٧): "إنه خارج خلة بين الشام والعراق" وقوله: "خلّة" أي طريقا.
ولا منافاة بينهما فإنه يخرج من خراسان، ويدخل الحجاز عابرا بالعراق والشام لوجود كثرة الفتن فيها.
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرج الدجال من هاهنا، وأشار نحو المشرق".
حسن: رواه ابن حبان (٦٧٩٢) واللفظ له، والحاكم (٤/ ٥٢٨) كلاهما من طريق محمد بن سعيد بن سابق، حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف (هو ابن طريف)، عن الشعبي، عن بلال بن أبي هريرة، عن أبيه قال: فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: في إسناده عمرو بن أبي قيس، وهو الرازي الأزرق حسن الحديث، وبلال بن أبي هريرة ترجم له ابن عساكر في تاريخه، وذكر أنه روى عنه غير واحد منهم الشعبي، وقد قال ابن معين: "إذا حدّث الشعبي عن رجل فسماه، فهو ثقة يحتج بحديثه"، وذكره ابن حبان في ثقاته.