كصبابة الإناء، يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرًا، وواللَّه لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا. . . ". الحديث بطوله.
صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٧) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، فذكره بطوله.
وفي معناه ما روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة".
رواه أحمد (١١٢٣٩)، وعبد بن حميد (٩٢٦)، وأبو يعلى (١٢٧٥) كلهم من طريق حسن بن موسى -ورواه أبو نعيم في صفة الجنة (١٧٧) والبيهقي في البعث والنشور (٢٦١) من طريق قتيبة ابن سعيد- كلاهما (حسن وقتيبة)، عن ابن لهيعة، حدّثنا دراج أبو السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
ورواه أبو نعيم أيضًا من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج به.
وفي الإسناد دراج أبو السمح وهو في روايته عن أبي الهيثم ضعيف وهذا منه.
• عن معاوية بن حيدة القشيري أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أنتم توفون سبعين أمة، أنتم آخرها، وأكرمها على اللَّه، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ".
حسن: رواه أحمد (٢٠٠٢٥) وعبد بن حميد (٤١١) كلاهما عن الحسن بن موسى، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت الجريري، يحدث عن حكيم بن معاوية، عن أبيه قال: فذكره.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٤٧٥)، وابن حبان (٧٣٨٨)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٠٥)، وفي صفة الجنة (١٧٨) كلهم من طريق خالد بن عبد اللَّه الواسطي - ورواه البيهقي في البعث والنشور (٢٣٩) من طريق علي بن عاصم كلاهما (خالد وعلي) من طريق سعيد الجريري به. واقتصروا على الشطر الأخير من الحديث.
وإسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية فإنه حسن الحديث. وأما سعيد الجريري فإنه كان قد اختلط في آخره إلا أن رواية حماد بن سلمة، وخالد بن عبد اللَّه عنه كانت قبل اختلاطه.
ولكن ورد عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم في الحلية "سبعين سنة" وورد عند ابن حبان، وأبي