وفليح بن سليمان مختلف فيه، أكثر أهل العلم على تضعيفه، ولكن قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقال الدّارقطنيّ: يختلفون فيه، وليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثّقات (٧/ ٣٢٤)، وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
قلت: هو عندي ضعيف في الأحكام إذا انفرد، ولا بأس به في الفضائل إذا كان له شواهد، وهذا منها، وقد أشار الحاكم كما سيأتي إلى وجود شواهد له.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تعلّموا العلم لتُباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السُّفهاء، ولا لتحتازوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنَّارُ النَّارُ".
حسن: رواه ابن ماجه (٢٥٤) عن محمد بن يحيى، حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أنبأنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللَّه، (فذكره).
وصحّحه ابن حبان (٧٧)، والحاكم (١/ ٨٦) كلاهما من طريق ابن أبي مريم، بإسناده، مثله.
ورواه ابن وهب، قال: سمعت ابن جريج يحدّث، فذكر الحديث موقوفًا عليه.
رواه الحاكم (١٨٦) من طريقه وقال: "هذا إسناد يحيى بن أيوب المصريّ، عن ابن جريج، فوصله، ويحيى متفق على إخراجه في الصحيحين، وقد أرسله عبد اللَّه بن وهب فأنا على الأصل الذي أصّلته في قبول الزّيادة من الثقة في الأسانيد والمتون" انتهى.
وقال الحافظ البوصيريّ في "زوائد ابن ماجه": "هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم". وإسناده حسن من أجل أبي الزّبير فإنه حسن الحديث.
وفي الباب ما رُوي عن كعب بن مالك، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من طلب العلم ليُجاري به العلماء، أو ليُماري به السّفهاء، أو يصرف به وجوه النّاس إليه أدخله اللَّه النّار".
رواه الترمذيّ (٢٦٥٤) من طريق أحمد بن المقدام، عن أمية بن خالد، حدّثنا إسحاق بن يحيى ابن طلحة، حدّثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكر الحديث.
ورواه الحاكم (١/ ٨٦) من طريق آخر عن إسحاق بن يحيى بن طلحة.
قال الترمذيّ: هذا حديث غريب لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تُكلِّم فيه من قبل حفظه".
قلت: وهو كما قال، فقد تكلَّم فيه أحمد، وابن معين، والبخاريّ، والنسائيّ، وأبو حاتم، وابن حبان، وغيرهم من أهل العلم. وفي التقريب: "ضعيف".
وأمّا الحاكم فقال: لم يخرج الشيخان إسحاق بن يحيى شيئًا، وإنّما جعلته شاهدًا لما قدمت من شرطهما، وإسحاق بن يحيى من أشراف قريش".
وهو يقصد به حديث أبي هريرة وجابر بن عبد اللَّه.
وفي الباب أحاديث أخرى عن ابن عمر عند ابن ماجه (٢٥٣)، وفيه حمّاد بن عبد الرحمن