ويُتصدَّق بوزن شعره في رأسه ذهبًا أو فضة". رواه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين- (١٩١٣)؛ فإنّ في إسناده روَّاد بن الجراح مختلَف فيه؛ فمشاه ابن معين وأحمد وأبو حاتم، وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يُتابعه النّاس عليه، وكان شيخًا صالحًا". وفي "التقريب": "صدوقٌ اختلط بآخره فتُرك".
قال ابن المنذر: "ليس في هذا الباب نهي يثبت، وليس لوقوع الختان خبر يرجع إليه، ولا سنة تستعمل، فالأشياء على الإباحة، ولا يجوز حظر شيءٍ منها إلَّا بحجَّةٍ، ولا نعلم مع من منع أن يختن الصبي لسبعة أيام حجَّةً". انتهى من "تحفة المودود بأحكام المولود" (١١٣).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن جريج قال: أُخبرتُ عن عُثيم بن كليب، عن أبيه، عن جدِّه، أنّه جاء إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: قد أسلمتُ. فقال له النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألقِ عنك شعر الكفر". يقول: احلق. قال: وأخبرني آخر أنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لآخر معه: "ألق عنك شعر الكفر واختتن". فإنّه ضعيفٌ، رواه أبو داود (٣٥٦) عن مخلد بن خالد، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: فذكر مثله.
والحديث في مصنَّف عبد الرزاق (٩٨٣٥) وعنه رواه الإمام أحمد (١٥٤٣٢).
وعُثيم بن كُلَيب -بضم العين- هو عُثيم بن كثير بن كليب الحضرمي، ويقال: الجهني، وقد نُسب إلى جده، هو وأبوه مجهولان، كما أنّ الواسطة بين ابن جريج وبين عثيم غير معروف.
وقال ابن عدي في "الكامل": "وهذا الذي قاله ابن جريج في هذا الإسناد: وأُخبرتُ عنه، عن عثيم بن كُليب، إنّما حدّثه إبراهيم بن أبي يحيى، فكنَّى عن اسمه".
وإبراهيم بن محمد أبي يحيى الأسلمي ضعيف جدًّا جدًّا، وقد كذَّبه مالك وغيره.
قال أبو الحسن ابن القطّان الفاسي: "هذا إسناد غاية في الضعف، مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج: "أُخبرت". وذلك أنّ عثيم بن كليب وأباه وجدَّه مجهولون". "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٤٣).
قلت: إن ثبت كون جده صحابيًا فجهالته لا تضر، وقد ذكره ابن حجر في القسم الأول من حرف الكاف في الإصابة. واللَّه أعلم.
وأخرجه ابن قانع في ترجمة كلاب (٩٤٢) من وجهٍ آخر عن محمد بن زياد الزيادي، نا إبراهيم ابن أبي يحيى، عن غُنيم بن كثير بن كلاب، عن أبيه، عن جدِّه، أنّه قدم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال له: "أحلق شعر الكفر عنك".
ولم يذكر: "اختتن". وفيه: "غُنَيم" وهو تصحيف.
والصّواب "عُثيم" كما في سائر مصادر التخريج، وكذلك جاء ضبطه في الإكمال لابن ماكولا.
وأخرجه أيضًا ابن قانع في ترجمة كليب الجهني (٩٣١) من وجه آخر عن كثير بن كليب، عن أبيه فذكر الحديث، ولم يذكر فيه: "واختتن".