للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح وجادة: رواه مالك في كتاب القرآن (١) عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أنّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم كان فيه (فذكر الحديث).

وكذلك رواه عبد الرزاق (١٣٢٨)، والدارقطني (٤٣٥)، والبيهقي (١/ ٨٧) كلهم من حديث معمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، قال: كان في كتاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم (فذكر مثله).

وهذا مرسل فإن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يرويه عن أبيه، وهو أبو بكر، وعن جدّه وهو محمد بن عمرو بن حزم.

ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصاري أبو عبد الملك المدني، له رؤية وليس له سماع إلا من الصّحابة؛ ولذا قال الدارقطني: "هو مرسل ورواته ثقات".

وقد روي موصولًا، وسيأتي تفصيله في كتاب الزّكاة.

قال ابن عبد البر: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وقد رُوي مسندًا من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السير، معروف عند أهل العلم معرفة يستغنى بها في شهرتها عن الإسناد".

قلت: ويشهد له الأحاديث الآتية في الباب، وإن كان أحد منها لا يخلو من ضعف.

ومنها ما رُوي عن حكيم بن حزام، أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تمسَّ القرآن إلّا وأنت طاهر".

رواه الطبرانيّ في الكبير (٣/ ٢٢٩) عن بكر بن مقبل البصري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب القُوهي، قال: سمعت أبي، ثنا سويد أبو حاتم، ثنا مطر الورّاق، عن حسان بن بلال، عن حكيم بن حزام، قال: لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، قال (فذكر الحديث).

ورواه الدّارقطني (٤٤٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٤٨٥) كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بإسناده، مثله. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وفيه سويد أبو حاتم الجحدريّ الحباط، واسم أبي حاتم: إبراهيم، مختلف فيه، فقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال النسائي: ضعيف، وأفحش القول فيه ابن حبان، ولكن قال ابن معين: أرجو أن لا بأس به، وقال الحافظ في التقريب: "صدوق سيء الحفظ له أغلاط". وحسّن الحازميّ إسناده، كما نقله في "التلخيص".

وشيخه مطر الوراق، مختلف فيه أيضًا قضعّفه النّسائيّ وابن سعد، ومشّاه الآخرون إلّا حديثه عن عطاء ففيه ضعف، كما في "التقريب" وقال: "صدوق كثير الخطأ".

وقد نقل بعض العلماء عن الدارقطني أنه قال: "كلّهم ثقات".

إلّا أني لم أقف على قوله هذا في كتابه "السنن".

فتحسين الحازمي له وجه، وإن كانت النّفس لا تطمئن إلى تحسينه.

وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: "لا يمس القرآن إلّا طاهر". رواه الطبرانيّ في الكبير (١٣٢١٧)، وفي الصغير (١١٦٢)، والدارقطني (٤٣٧)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٨٨)،

<<  <  ج: ص:  >  >>