عليه بالبطلان، بناءً على أنَّ في الإِسناد أبا صخرٍ، واسمه: حميد بن زياد، ضعَّفه يحيى، وبناءً على نفي وجود الحمام في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأجاب عنه الحافظ في "القول المسدد" (الحديث ١٤)، قائلًا: فقد تكون أطلقتْ لفظَ الحمام على مطلق ما يقع الاستحمام به، لا أنه الحمام المعروف الآن، وقد ورد ذكر الحمام في عدة أحاديث غير هذه".
قلت: أمَّا أبو صخر، وهو حميد بن زياد الخرَّاط؛ فقد وثَّقه الدارقطنيّ، وقال الإمام أحمد، وابن معين في رواية: لا بأس به، والخلاصة أنَّه حسن الحديث.
وسقط هذا الحديث من نسخة "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذريّ، فاستدركه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في "صحيح الترغيب والترهيب" (١٦٢) من هامش نسخة الظاهرية مقابل حديث أبي المليح، وحكم عليه بالصحة.
• عن جابر، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُدار عليها بالخمر".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٨٠١) عن القاسم بن دينار الكوفيّ، حَدَّثَنَا مصعب بن المقدام، عن الحسن بن صالح، عن ليث بن أبي سُليم، عن عطاء، عن جابر فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن غريب، لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إِلَّا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: ليث بن أبي سُلَيم صدوق وربَّما يهم في الشيء. وقال محمد بن إسماعيل: قال أحمد بن حنبل: ليث لا يُفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره؛ فلذلك ضعَّفوه". انتهى.
قلت: ورواه الإمام أحمد (١٤٦٥١) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزُّبير، عن جابر، وزاد في آخره: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونَّ بامرأةٍ ليس معها ذو محرم منها؛ فإنَّ ثالثهما الشّيطان".
وابن لهيعة فيه كلام معروف، لكنه توبع.
رواه النسائيّ (٤٠٠) وابن خزيمة (٢٤٩) والحاكم (١/ ١٦٢) كلّهم من طريق أبي الزُّبير، عن جابر مختصرًا: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إِلَّا بمئزرٍ". وقال الحاكم: "صحيحٌ على شرط الشّيخين".
ورُوي نحوه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "تُفتح لكم أرض الأعاجم، وستجدون فيها بيوتًا يقال لها: الحمامات، فلا يدخلها الرجال إِلَّا بإزارٍ، وامنعوا النساء أن يدخلنها إِلَّا مريضة أو نُفساء" رواه أبو داود (٤٠١١) وابن ماجة (٣٧٤٨) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقيّ، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو فذكر الحديث. وعبد الرحمن بن زياد ضعيف، وشيخه عبد الرحمن بن رافع هو التنوخي قاضي إفريقيا قال البخاريّ: "في أحاديثه مناكير". وأطلق عليه الحافظ لفظ: "ضعيف".