حَلَلْتَ إزارَك فجعلته على مَنكبَيك دون الحجارة؟ قال: فحلَّه فجعله على منْكِبَيه، فسقط مغشيًا عليه، فما رُئي بعد ذلك عريانًا - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: البخاريّ في الصّلاة (٣٦٤) واللّفظ له، ومسلم في الحيض (٣٤٠) كلاهما من طريق رَوْحِ بن عُبادة، حَدَّثَنَا زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا عمرو بن دينار به مثله.
وفي رواية عندهما البخاريّ (١٥٨٢، ٣٨٢٩): فخرَّ إلى الأرض وطَمَحَتْ عيناهُ إلى السَّماء فقال: "إزاري" فشدَّه عليه. وفي رواية: "إزاري! إزاري! ".
والقصة وقعت قبل البعثة، ورواية جابر لها من مراسيل الصّحابة، والعلماء متفقون على قبول مراسيل الصّحابة، وعليه بنى الشيخان مذهبَهما في صحيحيهما. وجابر إما سمع ذلك من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أو من بعض من حضر ذلك من الصّحابة.
يقول الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر أنه العباس، وحدَّث به عن العباس أيضًا ابنه عبد الله". الفتح (١/ ٤٧٤).
وقوله: "طَمَحَتْ" - بفتح الطاء والميم - أي: ارتفعتْ.
وفي الحديث بيان بعض ما أكرم الله سبحانه وتعالى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه جعله مصونًا محميًا في صغره عن القبائح وأخلاق الجاهليّة. قاله النوويّ.
• عن المسور بن مَخْرَمةَ قال: أقبلتُ بحجرٍ أَحْمِلُه ثقيلٍ، وعليَّ إزارٌ خَفِيفٌ، قال: فانحلَّ إزاري ومعي الحجرُ، ولم أستطع أن أضعه حتَّى بلغتُ به إلى موضعه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع إلى ثوبك فخذه، ولا تَمْشُوا عُراةً".
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٤١) عن سعيد بن يحيى الأُمويّ، حَدَّثَنِي أبيّ، حَدَّثَنَا عثمان بن حكيم بن عَبَّاد بن "حُنيفٍ الأنصاريّ، أخبرني أبو أمامة بن سَهْل بن حُنيف، عن المِسْور بن مَخْرَمة، فذكر الحديث.
وفي سنن أبي داود (٤٠١٦) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن يح بن سعيد به: حملتُ حجرًا ثقِيلًا، فبينما أمشي سَقَط عني - يعني ثوبي - فذكر بقية الحديث مثله.
• عن بَهَزِ بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جده قال: قلتُ يا رسول الله! عَوراتُنا ما نأتي منها وما نَذَر؟ قال: "احْفَظْ عَوْرتَك إِلَّا مِن زوجتِك، أو ما ملكتْ يمينُك"، قال: قلت يا رسول الله! إذا كان القوم بعضهم في بَعْضٍ؟ قال: "إنِ استطعتَ أن لا برينَّها أحدٌ فلا يرينَّها"، قال: قلت يا رسول الله! إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: "الله أحق أن يُسْتَحْيى منه من الناس".
حسن: رواه أبو داود (٤٠١٧) والتِّرمذيّ (٢٧٦٩) وابن ماجة (١٩٢٠) كلّهم من طريق بهز بن