عبد الله. انتهى. وتعقبه الذهبي فقال: يعقوب كذَّاب.
قلت: حديث ابن عمر رواه أيضًا الترمذي (١٧٢) عن أحمد بن منيع، ثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: "الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله". قال الترمذي: غريب.
وروى البيهقي في سننه (١/ ٤٣٥) من طريق أحمد بن منيع شيخ الترمذي، ونقل عن ابن عدي أنه قال: "هذا الحديث بهذا الإسناد باطل"، ثم قال البيهقي: "هذا حديث يعرف بيعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب منكر الحديث، ضعفه يحيى بن معين، وكذّبه أحمد بن حنبل وسائر الحفاظ، ونسبوه إلى الوضع، نعوذ بالله من الخذلان".
وحديث أم مروة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ فقال: "الصلاة في أول وقتها".
رواه أبو داود (٤٢٦)، والترمذي (١٧٠) كلاهما من حديث عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن غنام، عن عمته أم فروة، وكانت ممن بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ فقال: "الصلاة لأول وقتها".
قال الترمذي: "حديث أم فَروة لا يُروي إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث، واضطربوا عنه في هذا الحديث، وهو صدوق، وقد تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه". انتهى.
قلت: وقد تكلم فيه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي فأطال في بيان الاضطراب وقال في نهاية الدراسة: "الحديث ضعيف بكل حال، لجهل الواسطة بين القاسم بن غنام وبين أم فَروة".
وفي الباب عن جرير، وابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأنس، وأبي محذورة، وأبي هريرة، وكلها معلولة. انظر: التلخيص الحبير (١/ ١٨٠ - ١٨١).
• عن عائشة قالت: ما صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً لوقتها الآخر حتى قبضه الله.
صحيح: رواه الحاكم في المستدرك (١/ ١٩٠) وعنه البيهقي في السنن (١/ ٤٣٥) عن محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسين بن الفضل البجلي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا الليث بن سعد، عن أبي النظر، عن عمرة، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وأورده البيهقي في الخلافيات (١/ ٥٢٥) ونقل قول الحاكم بأنه صحيح على شرط الشيخين.
قلت: هذا أصح الأسانيد لهذا الحديث. وكون أصحاب الليث اختلفوا عليه لا يُضِعِّف ما صَحَّ.
ومن هؤلاء قتيبة بن سعيد فإنه روي عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن عمر، عن عائشة، قالت: "ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة لوقتها الآخِر مرتين حتى قبضه الله".
رواه الترمذي (١٧٤) عن قتيبة بن سعيد به، وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل.