يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة آل عمران: ٥٨]. فأخبر أنّ الدّين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام، ولن يكون الدّين في محل القبول والرضى إلا بانضمام التصديق إلى العمل". شرح السنة (١/ ١٠ - ١١).
• عن يحيى بن يَعْمُر قلت لابن عمر: "إنّ عندنا رجالًا يزعمون أن الأمر بأيديهم فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا؟ ! فقال: أخبرهم أنّى منهم بريء، وأنّهم منى براءُ، ثم قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ فقال:"تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال:"نعم" قال: صدقت، قال: فما الإحسان؟ قال:"تخشى اللَّه تعالى كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنه يراك" قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال:"نعم" قال: صدقت، قال: فما الإيمان؟ قال:"تؤمن باللَّه وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث من بعد الموت، والجنة والنار، والقدر كلّه" قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال:"نعم" قال: صدقت.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٨٥٦) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عليُّ بن زيد، عن يحيى بن يَعْمُر، فذكره. وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، لكنه توبع.
فقد رواه أحمد أيضًا (٥٨٥٧) عن عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، بمثله، وزاد في آخره:"وكان جبريل عليه السّلام يأتي النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في صورة دحية" وهذا إسناد صحيح.
• عن ابن عباس قال: جلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مجلسًا له، فاتاه جبريلُ فجلس بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واضعًا كفّيْه على رُكْبتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه، حدّثني ما الإسلام؟ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإسلام أن تسلم وجهك للَّه، وتشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسوله" قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟ قال:"إذا فعلتَ ذلك فقد أسلمتَ" قال: يا رسول اللَّه، فحدثني ما الإيمان؟ قال:"الإيمان أن تؤمن باللَّه، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيّين، وتؤمن بالموت والحياة بعد الموت، وتؤمن بالجنة والنار، والحساب والميزان، وتؤمن بالقدر كلِّه خيره وشرّه" قال: فإذا فعلتُ ذلك فقد آمنتُ؟ قال:"إذا فعلتَ ذلك فقد آمنتَ" قال: يا رسول اللَّه، حدثني ما الإحسان؟ قال رسول اللَّه