سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكر مثله، وبقية الأحاديث في تحويل القبلة ستأتي في كتاب التفسير إن شاء الله تعالى.
ولا منافاة بين حديث البراء المتقدم فإن فيه: أنهم كانوا في صلاة العصر، وبين حديث ابن عمر وأنس بأنهم كانوا في صلاة الفجر، لاحتمال أن الخبر وصل إلى من هو في داخل المدينة وهم بنو حارثة، وقت العصر، ووصل الخبر إلى من هو في خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء وقت الصبح. انظر "الفتح" (١/ ٥٠٦).
• عن أنس بن مالك، قال: جاء منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنَّ القبلة قد حوِّلتْ". والإمام في الصّلاة قد صلّى ركعتين. فقال المنادي: "قد حوّلتِ القبلة إلى الكعبة". فصلّوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة.
حسن: رواه أبو بكر بن أبي شيبة (١/ ٣٣٤)، والبزّار - كشف الأستار (٤٢١) - كلاهما من حديث زيد بن الجباب، ثنا جميل بن عبيد أبو النّضر، ثنا ثمامة، عن جدّه أنس بن مالك، فذكره.
قال البزّار: "لا نعلم رواه عن ثمامة إِلَّا جميل".
وقال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ١٣): "إسناده حسن".
قلت: وهو كما قال، فإنَّ جميل بن عبيد وشيخه ثمامة بن عبد الله بن أنس صدوقان. وقد قال ابن معين في جميل: "ثقة"، وثمامة بن عبد الله بن أنس وثَّقه أحمد والنسائي. قال ابن عدي: "له أحاديث عن أنس، وأرجو أنه لا بأس به".
• عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس، والكعبة بين يديه، وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرًا، ثمّ صُرف إلى الكعبة.
صحيح: رواه أحمد (٢٩٩١)، والبزّار - كشف الأستار (٤١٨) -، والطَّبرانيّ في "الكبير" (١١/ ٦٧) كلّهم من طريق يحيى بن حمّاد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو عوانة هو وضّاح بن عبد الله اليشكري البزّار، المشهور بكنيته.
• عن سهل بن سعد، قال: لما حوِّلت القبلة إلى الكعبة، مرّ رجل بأهل قباء، وهم يصلّون. فقال لهم: قد حولت القبلة إلى الكعبة، فاستداروا وإمامهم نحو الكعبة.
حسن: رواه الدَّارقطنيّ (١٠٧٤)، والطَّبرانيّ في الكير (٦/ ٢٠٠) كلاهما من حديث عبيد الله بن موسى، حَدَّثَنَا عبد السّلام بن حفص، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ١٤): "رجاله موثقون".
• عن ابن عباس قال: كان أولَ ما نسخ اللهُ من القرآن القبلة، وذلك أنَّ رسول