على رفع الحديث إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبي هريرة، وأنس بن مالك عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. فانظر أين أخرجه؟ .
وبعد أن روى البخاري في جزء "رفع اليدين" (١) حديث علي بن أبي طالب من طريق ابن أبي الزناد قال:
"وكذلك يُروي عن سبعة عشر نفْسًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يرفعون أيديهم عند الركوع، وعند الرفع منه: أبو قتادة الأنصاري، وأبو أسيد الساعدي البدري، ومحمد بن مسلمة، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو هريرة الدوسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي، ووائل بن حجر الحضرمي، ومالك بن الحويرث، وأبو موسى الأشعري، وأبو حميد الساعدي الأنصاري، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأمّ الدرداء رضي الله عنهم". انتهى.
وقال البيهقي في سننه (٢/ ٧٥) بعد أن ذكر قول البخاري: "وقد روينا عن هؤلاء وعن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعقبة بن عامر الجهني وعبد الله بن جابر البياضي".
قلت: ومن هؤلاء من كان مع أبي حُميد الساعدي عندما صلّى مثل صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان منهم: أبو قتادة، والحارث بن رِبعي، ومحمد بن مسلمة، وسهل بن سعد، وأبو أسيد وغيرهم.
ثم اعلم أن حديث رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه متواتر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وقد ذكر العراقي في "تقريب الأسانيد" أنه مروي عن خمسين من الصحابة منهم العشرة المبشرة. انتهى.
إلا أن فيه رواة الرفع عند الافتتاح فقط، ولذا يرى الشوكاني وغيره أن رواة الرفع عند الركوع والرفع منه نحو عشرين تقريبًا.
وقال الأوزاعي: "هذا ما اجتمع عليه علماء الحجاز والشام والبصرة".
وقال البخاري: "يروي عدة من أهل الحجاز والعراق والشام والبصرة واليمن".
وقال محمد بن نصر المروزي: "لا نعلم مصرًا من الأمصار تركوا بأجمعهم رفع اليدين عند الخفض، والرفع في الصلاة إلا أهل الكوفة؛ فكلهم لا يرفع إلا في الإحرام. انظر: "طرح التثريب" (٢/ ٢٥٢ - ٢٥٥).
وفيما ذكرنا من أحاديث بعض هؤلاء فيه كفاية عن أحاديث بعضهم التي لا تخلو من مقال، إلا أنه لم يثبت عن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال البخاري: "أنه لا يرفع يديه، وليس أسانيده أصح من رفع الأيدي"، جزء رفع اليدين (ص ١٦٦).
وقال: "وفيما ذكرنا كفاية لمن يفهمه إن شاء الله تعالى" (ص ١٠٦).