للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٣٩٩: ٥٢) عن محمد بن مهران الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن عبدة، أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، فذكره.

وهذا منقطع؛ لأنَّ عبدة وهو: ابن أبي لبابة الأسدي مولاهم، ويقال: مولى قريش، لم يسمع من عمر بن الخطاب، نقل النووي في شرح مسلم عن أبي علي الغساني قال: "هكذا وقع عن عبدة أنَّ عمر، وهو مرسل". قال النووي: يعني أنَّ عبدة لم يسمع من عمر. انتهى.

وقال المنذري: "وعبدة لا يُعرف له سماع من عمر، وإنَّما سمع من ابنه عبد الله، ويقال: إنه رأى عمر رؤية". انتهى.

وقال صاحب "التنقيح": "وإنَّما أخرجه مسلم في صحيحه لأنَّه سمعه مع غيره".

قلت: ولكن جاء موصولًا عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كان عمر إذا افتتح الصلاة رفع صوته يُسمعنا: سبحانك اللهمَّ ... رواه ابن أبي شيبة (١/ ٢٣٢) عن أبي معاوية. ورواه الحاكم (١/ ٢٣٥) من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن الأسود، عن عمر، وسقط فيه "إبراهيم" ورواه البيهقي في سننه (٢/ ٣٤) من وجه آخر عن إبراهيم، عن الأسود به مثله.

قال الحاكم: "وقد أُسند هذا الحديث عن عمر ولا يصحُّ". وقال الذهبي: "أخطأ من رفعه عنه".

وقال الدارقطني في "العلل": وقد رواه إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأسود، عن عمر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وخالفه إبراهيم النخعي فرواه عن الأسود، عن عمر قوله. وهو الصحيح" انتهى. انظر: "نصب الراية" (١/ ٣٢٣).

وقد اتفق أهل العلم على أن الصحيح هو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكفى به دليلًا؛ لأنه لم يوجد له معارض، بل تؤيده أحاديث الباب التي ستأتي وإن كان لا يسلم أحد منها من مقال.

قال البيهقي: "وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على عمر بن الخطاب".

قال ابن خزيمة: رحمه الله تعالى (١/ ٢٤٠): "وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنَّه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة (الآتي بعد قليل) لا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولست أكره الافتتاح بقوله: "سبحانك اللهمَّ وبحمدك" على ما ثبت عن الفاروق رضي الله عنه أنه كان يستفتح الصلاة، غير أنَّ الافتتاح بما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في خبر عليِّ بن أبي طالبٍ، وأبي هريرة، وغيرهما بنقل العدل، عن العدل موصولًا إليه - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ وأولى بالاستعمال، إذ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وخيرٌ من غيرها" انتهى.

وقال الترمذي: "أشهر حديث في هذا الباب حديث أبي سعيد الخدري".

قلت: حديث أبي سعيد الخدري هو ما رواه أبو داود (٧٧٥) والترمذي (٢٤٢) والنسائي (٨٩٩، ٩٠٠) وابن ماجه (٨٠٤) كلهم من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبعي، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكِّل، عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبَّر ثمَّ يقول: "سبحانك اللهمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك" ثمّ يقول: "لا إله

<<  <  ج: ص:  >  >>