إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا" ثلاثًا "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثمَّ يقرأ. واللفظ لأبي داود والترمذيّ.
قال الترمذي: "وقد تُكلِّم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلَّم في علي بن علي الرفاعي. وقال أحمد: لا يصحُّ هذا الحديث".
وقال أبو داود: "وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر".
ورواه أيضًا ابن خزيمة (٤٦٧) من طريق جعفر بن سليمان الضُّبعي به، وفيه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل إلى الصلاة كبَّر ثلاثًا ثمّ قال: ... ثمَّ ذكر مثله. وقال: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات".
وقال النووي في "المجموع" (٣/ ٣٢٠): "ضعَّفه الترمذي وغيره، وهو ضعيف. وقال: وروى الاستفتاح: "سبحانك اللهم وبحمدك" جماعة من الصحابة، وأحاديثه كلها ضعيفة" انتهى.
قلت: ومن هذه الأحاديث الضعيفة حديث عائشة قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
رواه الترمذي (٢٤٣) وابن ماجه (٨٠٦) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن حارثة بن أبي رجال، عن عمرة، عن عائشة فذكرت الحديث. وحارثة بن أبي الرجال ضعيف.
وقال البيهقي (٢/ ٣٤): "هذا لم نكتبه إلَّا من حديث حارثة وهو ضعيف".
وقال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلت: إن قصد به أنه لا يروى مسندًا إلا من هذا الوجه، فهو صحيح، وإلّا فقد رواه أبو داود (٧٧٦) والحاكم (١/ ٢٣٥) من طريق عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرت مثله، فهو منقطع؛ فإن أبا الجوزاء لم يدرك عائشة، إلا أن الحاكم صحَّح هذا الإسناد.
وأعلّه أبو داود بعلة أخرى قائلًا: "وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام (عنه) وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئًا من هذا". انتهى.
وردّه صاحب الإمام (ابن دقيق العيد)، وهذا ما قاله ملخصًا: "طلْقٌ أخرج له البخاريّ في "صحيحه"، وعبد السّلام وثّقه أبو حاتم، وأخرج له الشيخان في "صحيحيهما"، وكذا من فوقه إلى عائشة. وكونه ليس بمشهور عن عبد السلام لا يقدح فيه إذا كان راويه ثقة، وكون الجماعة لم يذكروا عن بُديل شيئًا من هذا قد عرف ما يقوله أهل الفقه والأصول فيه، ويحتمل أن يقال: هما حديثان لتباعد ألفاظهما". انظر الجوهر النقي (٢/ ٣٤، ٣٥)، ولكن بقي فيه الانقطاع، وإليه أشار الحافظ في "التلخيص" بقوله: "رجال إسناده ثقات، لكن فيه انقطاع".