محمد حياة السندي بتحقيقي، الطبعة الثالثة عام ١٤١٩ هـ بالمدينة النبوية.
• عن وائل بن حُجْر أنه رأى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصّلاة. كبَّر - وصف همام حيال أذنيه - ثمّ التحف بثوبه، ثمّ وضع يده اليُمنى على اليُسْرى. فلمّا أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثمّ رفعهما، ثمّ كبَّر فركع، فلمّا قال: "سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلمّا سجد، سجد بين كفيه.
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٠١) عن زهير بن حرْب، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا همَّام، حَدَّثَنَا محمد بن جحادة، حَدَّثَنِي عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم، أنهما حدَّثاه عن أبيه وائل بن حُجْر فذكر الحديث.
وقد أبهم الراوي موضع اليدين، وروى ابن خزيمة في صحيحه (٤٧٩) عن أبي موسى، نا مؤمّل، نا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره".
وقال البيهقيّ في "المعرفة" (٢/ ٣٤٠): "ورويناه في بعض طرق حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حُجر عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ثمّ وضعهما على صدره".
قلت: حديث ابن خزيمة ذكره النوويّ في "شرح مسلم" (٤/ ١١٥)، و"شرح المهذب" (٣/ ٣١٣)، و"الخلاصة" (١٠٩٦)، والحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٢٤)، وفي "بلوغ المرام" (ص ٥٣)، وفي "التلخيص" (١/ ٢٢٤)، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (١/ ٣٣٦)، وابن عبد الهادي في "المحرر" (١/ ١٨٥).
وسكت هؤلاء جميعًا، ولم يتكلموا على مؤمّل، فهو عندهم إما صحيح بالمتابعات والشواهد، وإما حسن.
قال الشّيخ المحقق عبد الحي اللكنوي في تعليقه على موطأ محمد: "وثبت عند ابن خزيمة وغيره من حديث وائل الوضع على الصدر". التعليق الممجَّد (٢/ ٦٧).
ويقول العلامة المباركفوري: "فالظاهر من كلام الحافظ هذا أن حديث وائل عنده صحيح أو حسن، لأنه ذكر هنا لغرض تعيين محل وضع اليدين ثلاثة أحاديث: حديث وائل، وحديث هُلْب، وحديث عليّ، فضعَّف حديث عليّ وقال: إسناده ضعيف، وسكت عن حديث وائل، وحديث هُلْب، فلو كانا هما أيضًا ضعيفين عنده لبَيَّن ضعفهما". انتهى. انظر "أبكار المنن" (ص ١٩٦).
وأمّا مؤمّل: فهو ابن إسماعيل العدويّ، مولى آل الخطّاب، وقيل مولى بني بكر، أبو عبد الرحمن البصريّ، روى عن شعبة والسفيانين وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المدينيّ، وغيرُهم.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة.