• عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. قال:"اجلس" وجاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك الأنصاري". فقال الأنصاري: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًّا فابدأ به، فأقبل على الثقفي فقال:"إنَّ شئت أجبتك عما كنت تسأل، وإن شئت سألتني وأخبرك". فقال: يا رسول الله! بل أجبني عما كنت أسألك قال: "جئت تسألني عن الرّكوع والسّجود والصّلاة والصوم". فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئًا قال: "فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتين ثمّ فرج بين أصابعك ثمّ امكث حتَّى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أوَّل النهار وآخره". فقال: يا نبي الله! فإن أنا صليت بينهما؟ قال:"فأنت إذا مصلي".
حسن: رواه ابن حبَّان (١٨٨٧)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(٦/ ٢٩٤)، والبزّار - كشف الأستار (١٠٨٢) كلّهم من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحبيّ، حَدَّثَنِي عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر حديثًا طويلًا، وهذا جزء منه.
والجزء الثاني منه سيأتي في كتاب الحج باب فضل يوم عرفة.
وإسناده حسن من أجل يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وسنان بن الحارث بن مصرف ذكره ابن حبَّان في الثّقات (٦/ ٤٢٤، ٨/ ٢٩٩) وذكر من الرواة عنه القاسم بن الوليد، ومحمد بن طلحة.
وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(٤/ ٢٥٤) وزاد من الرواة عنه صالح بن حيي والد حسن بن صالح.
وقال البيهقيّ:"إسناده حسن". وقال الهيثميّ:"رجال البزّار موثقون".
وقال البزّار: وقد روي هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق".
قلت: وهو كما قال، فقد رواه عبد الرزّاق (٨٨٣٠) وعنه الطبرانيّ (٣٥٦٦) عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال (فذكر الحديث بطوله).
ولم يسم عبد الرزّاق ابن مجاهد من هو؟ فإن كان هو عبد الوهّاب، فقال وكيع: كانوا يقولون: "إنَّ عبد الوهّاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه". أي فيه انقطاع. ثمّ هو ضعيف جدًّا؛ كذبه سفيان وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه".