للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والله! ما كِدْتُ أن أَصَلّي العصْرَ حتَّى كادتْ أن تغربَ الشمسُ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فوالله! إن صَلَّيْتُها" فنزلنا إلى بُطْحانَ فتوضأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وتوضَّأنا. فصَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العصرَ بعد ما غربتِ الشمسُ، ثمَّ صَلَّى بعدها المغربَ.

متفق عليه: رواه البخاري في المواقيت (٥٩٦) وفي المواضع الأخرى، ومسلم في المساجد (٦٣١) كلاهما عن هشام (الدستوائي) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب فذكر مثله. واللفظ لمسلم، وقوله: "فوالله! إن صليتُها" معناها ما صليتُها وإنما حلف النبي - صلى الله عليه وسلم - تطييبًا لقلب عمر، فإنه شق عليه تأخير العصر إلى المغرب، فأخبره أنه لم يُصلها أيضًا. وجاء التصريح بذلك في حديث البخاري فقال فيه: "والله! ما صَلّيتُها".

• عن أبي قتادة قال: فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير حتَّى ابهارَّ الليلُ وأنا إلى جنبه. قال: فنعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمال عن راحلته. فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى تهوَّر الليلُ، مال عن راحلته. قال: فدعمته. من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى إذا كان من آخر السَّحر مال ميلةً هي أشدُّ من المَيْلَتين الأُولَيين. حتَّى كاد ينجفلُ. فأتيته فدعمته. فرفع رأسه فقال: "من هذا؟ ". قلت: أبو قتادة. قال: "متى كان هذا مسيرك منِّي؟ ". قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة. قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيَّه". ثمَّ قال: "هل ترانا نخفي على الناس؟ ". ثمَّ قال: "هل ترى من أحدٍ؟ ". قلت: هذا راكبٌ. ثمَّ قلت: هذا راكبٌ آخر. حتَّى اجتمعنا فكنا سبعة رَكب. قال: فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق، فوضع رأسه. ثمَّ قال: "احفظوا علينا صلاتنا". فكان أوَّل من استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشمس في ظهره. قال: فقمنا فزعين. ثمَّ قال: "اركبوا" فركِبنا. فسرنا حتَّى إذا ارتفعت الشمس نزل. ثمَّ دعا بميضأَةٍ كانت معي، فيها شيءٌ من ماء. قال: فتوضَّأ منها وضوءًا دون وضوءٍ. قال: وبقي فيها شيءٌ من ماء. ثمَّ قال لأبي قتادة: "احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأٌ". ثمَّ أذَّن بلالٌ بالصلاة. فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين. ثمَّ صلى الغداة، فصنع كما يصنع كل يوم. قال: وركب رسول الله وركبنا معه. قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثمَّ قال: "أما لكم فيَّ أسوة؟ ". ثمَّ قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنَّما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتَّى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند

<<  <  ج: ص:  >  >>