ابن شُعيب، عن أبيه، عن جده في حديث طويل وفيه: "لا صلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس" وهي متابعة قوية لما سبق.
قال الهيثمي في "المجمع" (٣٣٥٥): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وقال: "في الصحيح النهي عن الصلاة بعد طلوع الشمس".
• عن سلمة بن الأكوع قال: كنتُ أسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيتُه صلى بعد العصر، ولا بعد الصبح قط.
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٥٣٥) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير. وحدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد بن خُصَيفَة، عن سلمة بن الأكوع فذكره.
ورواه الطبراني في الكبير (٧/ ٤٠) عن حفص بن عمر، ثنا أبو حذيفة، ثنا زهير بن محمد به مثله.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح ويزيد بن خُصيفة هو: يزيد بن عبد الله بن خُصيفة الكندي المدني مِن رجال الجماعة وثقه ابن معين وأحمد في رواية الأثرم وأبو حاتم والنسائي. وقال أحمد في رواية أبي داود عنه: "منكر الحديث". وهذا ليس بجرح فإن الإمام أحمد يُطلق هذه الكلمة على من يُغرب على أقرانه كما بينت ذلك بالتفصيل في كتابي "دراسات في الجرح والتعديل".
ولذا قال الهيثمي في "المجمع" (٣٣٥١): رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال إلا أنه فاته العزو إلى الطبراني في الكبير، وأما في الأوسط (٧٥٠٤) فرواه من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام، قال: حدثنا يزيد بن خُصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن سلمة فذكر مثله. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن سلمة إلا يزيد بن خُصيفة، تفرد به سعيد بن سلمة.
قلت: ليس كما قال فقد رواه عن يزيد بن خصيفة زهير بن محمد كما ترى، وابن سلمة بن الأكوع هو إياس من رجال الجماعة.
وأما سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام العدوي مولاهم فضعَّفه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، قال الحافظ: "صدوق صحيح الكتاب، يخطئ من حفظه" ولعل هذا مما أخطأ فيه فإنه زاد في الإسناد ابن سلمة بن الأكوع فإن صحت هذه الزيادة فهي المزيد في متصل الأسانيد.
وهذا الحديث لا يعارض ما روته عائشة وأم سلمة بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ركعتين بعد العصر، فإن سلمة بن الأكوع يخبر عما رآه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأسفار، وهما تُخبران بما كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في داخل البيت فلا تعارض بينهما كما سيأتي.
• عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس.
حسن: رواه البزار "كشف الأستار" (٦١٣) عن محمد بن المثنى أبي موسى، ثنا رَوح بن