صحيح: رواه أبو داود (٩١٦) عن الربيع بن نافع، حَدَّثَنَا معاوية - يعني ابن سلّام، عن زيد، أنه سمع أبا سلّام قال: حَدَّثَنِي السَّلُوليُّ - وهو أبو كبشة - عن سهل ابن الحنظلية فذكر مثله.
وإسناده صحيح. وصحّحه ابن خزيمة (٤٨٧)، والحاكم (١/ ٢٣٧) وروياه من هذا الوجه مختصرًا، ورواه أبو داود في كتاب الجهاد (٢٥٠١) عن أبي توبة، ثنا معاوية به مطوَّلًا، وسيعاد في كتاب الجهاد.
قال أبو داود: وكان أرسل فارسًا إلى الشِّعْب من الليل يُحرس.
قال البغوي في "شرحه" (٣/ ٢٥٤): الالتفات في الصّلاة مكروه، فإن كان الأمر يحدثُ فلا بأس، ثمّ ذكر حديث سهل ابن الحنْظَليَّة.
وقد ثبت في حديث سهل بن سعد الساعدي أن أبا بكر التفت فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكُث مكانك، وهو مخرج في الصحيحين وسبق تخريجه في صلاة الجماعة، تقديم الجماعة إذا تأخر الإمام.
وأمّا النظر إلى الشيء فلا بأس به، والأحسن أن يكون نظره إلى موضع سجوده.
وأمّا ما رُوِيَ عن أنس أنَّ النَّبِيّ قال: "يا أنس! اجعل بصرك حيث تسجدُ" فهو ضعيف بل موضوع.
رواه البيهقيّ (٢/ ٢٨٤) من طريق عُلَيلَة بن بدر، ثنا عُنْطُوانة، عن الحسن، عن أنس فذكره.
قال العقيلي في الضعفاء (١٤٦٨) في ترجمة عُنْطُوانة: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ.
روى عنه الربيع بن بدر، والربيع متروك. هكذا قال: "الربيع بن بدر" وأورده الذّهبيّ في "الميزان" (٣/ ٣٠٣) وقال: لا يُدري مَن هذا؟ لكن تفرّد به عنه عُلَيلَة بن بدر - واه. فالذي يظهر أن اسمه: الربيع بن بدر، وعُلَيلة لقبه كما في تاريخ الخطيب (٨/ ٤١٥) وقال فيه النسائيّ: متروك. انظر "الميزان" (٢/ ٣٨).
وقال الحافظ في "لسان الميزان" (٤/ ٣٨٥): الربيع هو: عُلَيلَة بالتصغير.
قال البيهقيّ: وروينا عن مجاهد وقتادة أنَّهما كانا يكرهان تغميض العينين في الصّلاة، ورُوِيَ فيه حديث مسند ليس بشيء". انتهى.
وفي أحاديث الباب أن الالتفات في الصّلاة لا يفسد الصّلاة ما لم يتحوَّل عن القبلة بجميع بدنه.
وأمّا ما رُوِيَ عن انس بن مالك قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا بُنيَّ! إياك والالتفات في الصّلاة، فإن الالتفات في الصّلاة هلكةٌ، فإن كان لابد منه ففي التطوع، لا في الفريضة". فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٥٨٩) عن أبي حاتم مسلم بن حاتم البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاريّ، عن أبيه، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال أنس بن مالك فذكر مثله.
قال الترمذيّ: "حسن غريب". ونقل الزيلعي عنه: "حسن صحيح".
والصواب أنه ضعيف فإن عليّ بن زيد المعروف بابن جُدعان "ضعيف". وقد ضعَّفه النسائيّ