قال: "لمن أَلانَ الكلامَ، وأطعمَ الطعامَ، وبات لله قائمًا والناس نيام".
حسن: رواه أحمد (٦٦١٥) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، حدَّثه عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، ولكنه توبع.
رواه الحاكم (١/ ٣٢١) من طريق ابن وهب، عن حُيَي بن عبد الله بهذا الإسناد، وقال: "صحيح على شرط مسلم". إلا أن السائل فيه: أبو مالك الأشعري، وكذلك رواه الطبراني في الكبير.
قال الهيثمي (٢/ ٢٥٤): "رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن".
قلت: وهو كما قال فإنّ ابن لهيعة، قد توبع، وأما حُيَي بن عبد الله بن شريح المُعافري فهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وخاصة في الشواهد وهو من رجال السنن، وبهذا ظهر وهم الحاكم في قوله: "على شرط مسلم".
وقد رُوي مثل هذا عن علي بن أبي طالب، رواه الترمذي (١٩٨٤) و (٢٥٢٧) عن علي بن حُجر، حدثنا علي بن مُسْهِر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة غُرَفًا تُرى ظهورُها مِن بطونها، وبطونُها من ظُهورِها"، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلامَ وأطْعم الطعامَ، وأَدامَ الصيامَ، وصلى لله بالليل والناس نيام".
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعضُ أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه، وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي مدني، وهو أثبتُ من هذا، وكلاهما كانا في عصر واحد".
قلت: وهو كما قال فإن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي هذا ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان والعجلي.
وقال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وأما عبد الرحمن بن إسحاق المدني فهو صدوق من رجال مسلم.
وفي الإسناد علة أخرى وهي النعمان بن سعد بن حَبْتة - بفتح المهملة وسكون الموحدة ثم مثناة - كوفي لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال الحافظ: "مقبول" أي حيث يتابع، ولكنه لم يتابع، فهو لين الحديث.
والحديث رواه أيضًا الإمام أحمد (١٣٣٨) والبزار "كشف الأستار" (٧٠٢)، وأبو يعلى (٤٣٨)، وابن خزيمة (٢١٣٦) كلهم من طريق محمد بن فُضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق به مثله.
قال ابن خزيمة: "إن صحَّ الخبر، فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي، وليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعبَّاد الذي رَوَى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما،