للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• عن ابن عمر قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان، فاتُّخِذ له فيه بيتٌ من سَعَفٍ، قال: فأخرج رأسه ذات يومٍ فقال: "إن المصلِّي يُناجي ربَّه عزَّ وجلَّ فلينظر أحدكم بما يناجي ربَّه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة".

حسن: رواه الإمام أحمد (٥٣٤٩) عن عتَّاب، حدّثنا - أبو حمزة - يعني السكري -، عن ابن أبي ليلى، عن صدقة المكي، عن ابن عمر فذكره.

وأخرجه البزار - كشف الأستار - (٧٢٦)، وابن خزيمة في صحيحه (٢٢٣٧) كلاهما عن طريق ابن أبي ليلى به، وابن أبي ليلى هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي سيء الحفظ، إلا أنه توبع، فقد رواه الإمام أحمد (٤٩٢٨) من وجه آخر عن معمر، عن صدقة المكي به، ومعمر هو: ابن راشد الصنعاني.

وأما صدقة فقال ابن خزيمة: هو ابن يسار، أي الجزري وهو ثقة، ولكن لم ينص أحد أنه سمع ابن عمر، وجعله الحافظ في التقريب في المرتبة الرابعة مات في أَوَّل خلافة بني العباس وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين، أي بعد المائة. وعبد الله بن عمر مات سنة ثلاث وسبعين فيكون بين وفاتيهما تسع وخمسون سنة. ولقاؤهما ممكن لو عرفنا عُمْرَ صدقةَ بنِ يسارِ عند وفاته.

• عن البياضي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على النَّاس وهم يُصلون، وقد علتْ أصواتُهم بالقراءة فقال: "إن المُصلِّي يُناجي ربَّه، فلينظُر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقرآن".

حسن: رواه مالك في الصلاة (٢٩) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التَّمَّار، عن البياضي فذكره.

ورواه الإمام أحمد (١٩٠٢٢)، والنسائي في "الكبرى" (٣٣٦٤، ٨٠٩١) والبغوي في "شرح السنة" (٦٠٨) كلهم من طريق مالك به.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/ ٣٠٩): "حديث البياضي وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان".

ولم أقف على اسم البياضي، وهو رجل من بني بياضة من الأنصار ولا يضر ذلك في صحة الحديث، لأنه صحابي وأبو حازم التمار جعله الحافظ في مرتبة "مقبول" أي إذا توبع، فقد تابعه عطاء بن يسار كما رواه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني" (٢٠٠٧) مقرونًا بأبي حازم، ورواه النسائي في "الكبرى" (١٣٦٠، ١٣٦١) من طريق عطاء بن يسار وحده، عن رجل من بني بياضة من الأنصار، وتابعه أيضًا أبو سلمة كما رواه النسائي في "الكبرى" (٣٣٦٣) وبهذه المتابعات ترتفع الإسناد إلى الحسن لغيره، وفي أبي التمار كلام غير هذا انظر "تهذيب التهذيب".

إلا أن البغوي حمل النهي عن الجهر في هذا الحديث أن يكون مع الإمام فقال: "السنةُ في

<<  <  ج: ص:  >  >>