الطريق الأوّل: فيه حجَّاج بن أرطاة؛ ضعيف وهو معروف بالتدليس.
قال ابن أبي خيثمة، عن يحيى: ابن أرطاة ومحمد بن إسحاق عندي سواء، وتركت الحجاج عمدًا ولم أكتب عنه حديثًا قط. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.
وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وأمّا إذا قال: "حدثنا" فهو صالح لا يُرتاب في صدقه وحفظه، وإذا لم يبيِّن السماع لا يُحتج بحديثه، انظر "التهذيب" (٢/ ١٩٦).
والطريق الثاني: فيه المثنى بن الصَّبَّاح، ضعيف.
وإلى هذا الطريق أشار الهيثميّ وضعّفه. انظر "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٤٠).
وعند أحمد رواية أخرى بلفظ: "إنَّ الله حرَّم على أمَّتي الخمر والميسر، وزادني صلاةَ الوترِ".
وفيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، وهو مجهول قاله الهيثميّ.
ورواه الدَّارقطنيّ (٢/ ١٣) بإسناد آخر عن محمد بن عبيد الله العرزميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: "مكثنا زمانًا لا نزيد على الصلوات الخمس، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعنا، فحَمِد الله وأثنى عليه ثمّ قال: "إنَّ الله قد زادكم صلاة" فأمرنا بالوتر.
قال الدَّارقطنيّ: محمد بن عبيد الله ضعيف"، انتهى.
ونقل ابن الجوزي عن النسائيّ وأحمد والفلاس: أنه متروك الحديث. انظر "العلل المتناهية" (١/ ٢٥٢).
وكذلك لا يصح حديث خارجة بن حُذافة العدوى مرفوعًا: "إنَّ الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
رواه أبو داود (١٤١٨)، والتِّرمذيّ (٤٥٢)، وابن ماجة (١١٦٨)، كلّهم من طرق عن يزيد بن أبي حَبيبٍ، عن عبد الله بن راشد الزَّوْفيِّ، عن عبد الله بن أبي مُرَّة الزَّوْفيِّ، عن خارجة بن حُذافة فذكر الحديث.
وفيه الزوفيان مجهولان، عبد الله بن مُرَّة. ويقال له عبد الله بن أبي مُرَّة أيضًا، وأشار البخاريّ إلى أن روايته عن خارجة منقطعة، وقال الذّهبيّ في "الضعفاء" (٢٣٠٦) تابعي مجهولٌ. ولكن جعله الحافظ ابن حجر في التقريب في مرتبة "صدوق".
فلعل ذلك لتوثيق العجليّ، وذكر ابن حبَّان له في الثّقات، وكان حقه أن يجعله في درجة "مقبول" وهذا الذي نقله محقق كتاب تهذيب الكمال في الحاشية، إِلَّا أن نسخ التقريب الخمس التي لدي كلّها متفقة على قوله: "صدوق"، ولعلّ هذا سبق قلم من المحقق حفظه الله. والله أعلم.
وقال الترمذيّ: هذا حديث غريبٌ لا نَعرِفه إِلَّا من حديث يزيد بن أبي حبيبٍ.
وقال الحاكم: صحيح الإسنادِ.
قال الذّهبيّ في ترجمة عبد الله بن راشد، قال: رواه عنه يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن يزيد،