متفق عليه: رواه البخاري في صلاة الخوف (٩٤٦) وفي المغازي (٤١١٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٠) كلاهما عن عبد الله بن محمد ابن أسماء الضُّبعي، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم: نادي فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم انصرف عن الأحزاب:"أن لا يُصَلِّينَّ أحد الظهرَ إلَّا في بني قريظة" فتخوَّف ناسٌ فوتَ الوقت فصلّوْا دون بني قُريظة، وقال آخرون: لا نُصَلِّي إلَّا حيث أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن فاتنا الوقت. قال: فما عَنَّفَ واحدًا من الفريقين" انتهى.
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٤٠٨) أكثر المخرجين ذكروا لفظ "الظهر" كما ذكره مسلم إلَّا أنَّ بعض أصحاب السِّيَرِ ذكروا لفظَ العصر، ثمَّ حاول الجمع بين اللفظين ثم رجح لفظ مسلم، وقال عن البخاري: لعله كتبه من حفظه، ولم يُراعِ اللَّفظ كما عُرِف من مذهبه في تجويز ذلك، بخلاف مسلم فإنَّه يحافظ على اللَّفظ كثيرًا، وإنَّما لم أُجوِّز عكسَه لموافقةِ من وافق مسلمًا على لفظِهِ بخلاف البخاري" انتهى.
ومن التأويلات التي ذكرها قوله: وقد جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان صلَّى الظهر، وبعضهم لم يُصلِّها، فقيل لمن لم يُصَلِّها: لا يُصلِّينَّ أحد الظهرَ، ولمن صلَّاها لا يُصلِّين أحدٌ العصر. وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى: الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر. ثم قال الحافظ: وكلاهما جمع لا بأس به. انتهي.
• عن ابن عبد الله بن أُنَيس، عن أبيه قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد بن سفيان الهُذَلي، وكان نحو عُرَنَة وعرفات. فقال: اذهب فاقتله، قال: فرأيتُه وحضرت صلاةُ العصر، فقلت: إنِّي لأخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخِّر الصلاة. فانطلقت أمشي، وأنا أصلِّي أومئ إيماءً نحوه. فلما دنُوت منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تَجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيتُ معه ساعةً حتى إذا أمكنني علوتُه بسيفي حتى برد.
وزاد رزين: وكان ساكنا بعُرنة، وكان يجمع لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه: قلتُ: إني لا أعرفه. قال:"إنه ثائر الرأس، كأنه شيطان، إذا رأيته لم يخفَ عليك؟ " قال: فجئتُه فرأيتُه وعرفتُه.
حسن: رواه أبو داود (١٢٤٩) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو، حدثنا عبد الوارث، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن ابن عبد الله بن أُنَيس، عن أبيه فذكره.
ومن هذا الوجه رواه ابن خزيمة (٩٨٢) وحسَّن إسنادَه الحافظ في "الفتح"(٢/ ٤٣٧).