مالك فذكره واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم نحوه. وفي رواية عند مسلم من وجه آخر عن ثابت البناني، عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فقام إليه الناس فصاحوا، وقالوا: يا نبي الله! قحط المطرُ، واحمرَّ الشجِرُ، وهلكتِ البهائمُ، وساق الحديث. وفيه أيضًا: فَتَقَشَّعَتْ عن المدينة، فجعلتُ تُمطر حوالَيها، وما تُمطر بالمدينة قطرةٌ، فنظرتُ إلى المدينة، وإنها لفي مِثْل الإكليل.
وفي رواية أخرى: رأيت السحاب يتمزَّق كأنه الملاءُ حين تُطْوى.
وفي رواية: فحسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه، حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه تعالي".
قوله: "قزعة" بفتح القاف والزاي، أي سحاب متفرق.
وقوله: "حتى رأينا المطر يتحادر على لحيته" هذا يدل على أن السقف كان من جريد النخل.
وقوله: "مثل الجوبة" بفتح الجيم، وهي الحفر المستديرة الواسعة، المراد بها هنا: الفرجة في السحاب.
وقال الخطابي: المراد بالجّوبة هنا الترس.
وقال النووي: هي الفجوة ومعناه: تقطع السحاب عن المدينة، وصار مستديرًا حولها، وهي خالية منه.
وقوله: "وادي قَناة" بفتح القاف، أرض ذات مزارع بناحية أحد، وواديها أحد أودية المدينة المشهورة، كذا في الفتح.
وقال النووي: وادي قناة: اسم لواد من أودية المدينة، وعليه زروع لهم، فأضافه إلى نفسه، وفي رواية البخاري: سال الوادي -وادي قناة- على البدل.
وقوله: "إلَّا حدَّث بالجَود"-بفتح الجيم- المطر الغزير.
وقوله: "احمَّر الشجر" كناية عن يُبس ورقها، وظهور عودها.
وقوله: "تقشَّعتْ" أي زالت.
وقوله: "مثل الإكليل" وهو بكسر الهمزة، هي العصابة. وتطلق على كل محيط بالشيء، كذا في شرح النووي. ويسمى التاج إكليلًا لإحاطته بالرأس.
وقوله: "كأنه المُلاء حين تطوي" المُلاء: بضم الميم، وبالمدِّ، والواحدة ملاءة -بالضم والمد. وهي الريطة كالملحفة، كذا في شرح النووي، وهي كالملحفة التي تلتحف بها المرأة، ومعناه: تشبيه انقطاع السحاب وتجليلهِ بالملاءة المنشورة إذا طويت.
وقوله: "حسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه" معني حسر: كشف، أي: كشف بعض بدنه ليصيبه المطر.