• عن ابن عمر، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٤٦) من طرق عن شبابة بن سوَّار، حدثنا عاصم (وهو ابن محمد العمريّ)، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ الإيمان بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده! ليأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٠٤)، وأبو يعلى (٧٥٦)، والبزار في "البحر الزّخّار" (١١١٩) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي حازم، عن ابن سعد، عن سعد -قال البزار: أحسبه عامرًا-.
قلت: وهو كما حسب، فقد جاء تصريحه في كتاب الإيمان لابن منده (٤٢٤) بأنه عامر بن سعد.
وإسناده حسن، من أجل أبي صخر وهو حميد بن زياد الخرّاط وهو "صدوق" من رجال مسلم.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٢٧٧): "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
والمسجدان هما: مسجد مكة، والمدينة.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" قيل: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "الذين يَصْلُحون إذا فسد النّاس".
صحيح: رواه الآجريّ في "الغرباء" (١) عن عبد اللَّه بن أبي داود، حدثنا محمد بن آدم المصيصيّ، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- فذكر الحديث.
وإسناده صحيح. والمصيصيّ هذا ثقة، وثَّقه النسائيّ وغيره.
ورواه أبو عمرو الدَّانيّ في "الفتن" (٢٨٨) من طريق الآجريّ، به، إِلَّا أنه قال فيه: "عن أبي صالح" بدلًا من "أبي إسحاق"، والظاهر أنه وهم منه، أو خطأ من الناسخ.
وأبو إسحاق هو السبيعيّ وقد اختلط في آخر عمره، ولكن سماع الأعمش منه كان قديمًا.
ورواه الترمذيّ (٢٦٢٩) عن أبي كريب، وابن ماجة (٣٩٨٨) عن سفيان بن وكيع، والإمام أحمد وابنه (٣٧٨٤) عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة، كلّهم عن حفص بن غياث، به، إِلَّا أن الترمذيّ لم يذكر السؤال وتفسيرَ الغرباء.