وابن حبَّان ولذا قال فيه الحافظ في التقريب "صدوق" وقد صحَّحه ابن حبَّان فأخرجه في صحيحه (٣٨٧٤) كما أخرجه أيضًا الإمام أحمد (١٦٧١٥) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد به مثله.
ولا يضرُّ ما جاء في بعض الروايات أنَّ اسم أخي إسماعيل بن أبي خالد - أشعث، فإنَّه إن صحَّ هذا فلعله يرُوي عنهما جميعًا فالرواية الثانية تقويه.
• عن الهِرْماس بن زياد الباهلي قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته العَضْباء يوم الأضحى بمني.
حسن: رواه أبو داود (١٩٥٤) عن هارون بن عبد الله، حَدَّثَنَا هشام بن عبد الملك، حَدَّثَنَا عكرمة، حَدَّثَنَا الهِرْماس بن زياد فذكره.
ورواه ابن حبَّان (٣٨٧٥) من طريق عكرمة بن عمار قال: حَدَّثَنِي الهِرْماسُ بن زياد الباهلي قال:
أبصرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبيّ، وأنا مردف وراءه على جمل، وأنا صبي صغير فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء بمنى.
وصحّحه ابن خزيمة (٢٩٥٣) ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٥٦٨) كلّهم من طريق عكرمة بن عمار به.
وإسناده حسن فإنَّ عكرمة بن عمار وإن كان من رجال مسلم فقد تكلَّم فيه غير واحد من الأئمة غير أنَّه حسن الحديث إذا لم يأت بالمنكر.
• عن سلمة بن نُبيط، عن أبيه (يعني نُبيط بن شَريط) وكان قد حج مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: رأيتُ النَّبِيّ يخطب على بعيره.
صحيح: رواه ابن ماجة (١٢٨٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا وكيع، عن سلمة بن نُبيط به مثله.
ورواه الإمام أحمد (١٨٧٢١) عن وكيع به وزاد "يوم عرفة".
وهذا إسناد صحيح، سلمة بن نُبيط بن شريط الأشجعي ثقة، وثَّقه أحمد وأبو داود وكثير من أهل العلم، وكان وكيع يفتخر به ويقول: ثنا سلمة بن نُبيط وكان ثقة.
قلت: وتابع سفيان الثوري وابن المبارك وكيعًا، فرويا عن سلمة بن نُبيط به مثله. ومن طريقهما رواه النسائيّ (٣٠٠٧، ٣٠٠٨).
ولكن رواه أبو داود (١٩١٦) من طريق عبد الله بن داود، عن سلمة بن نبيط، عن رجل من الحيّ، عن أبيه نبيط أنه رأى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - واقفًا بعرفة على بعير أحمر يخطب.
فأدخل بين سلمة وأبيه رجلًا، وعبد الله بن داود وهو أبو عبد الرحمن المعروف الخُرَيْبي وإن كان ثقة مأمونًا فلعله وهم فأدخل رجلًا بين سلمة وأبيه.