أو لعل سلمة بن نُبيط نفسه وهم، فأدخل بينه وبين أبيه رجلًا في آخر عمره؛ لأنَّه اختلط كما قبل، فما رواه في حالة اختلاطه لا يعارض ما رواه قبل الاختلاط. والله تعالى أعلم.
وأمّا نُبيط -بالتصغير- ابن شريط فله ولأبيه صحبة.
• عن عمرو بن خارجة قال: إنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خطب على ناقته، وأنا تحت جِرانِها، وهي تَقْصَعُ بجرَّتِها، وإن لُعابَها يسيل بين كتِفيّ، فسمعته يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ أعطي كل ذي حق حقَّه، ولا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر".
حسن: رواه الترمذيّ (٢١٢١) واللّفظ له، والنسائي (٣٦٤١، ٣٦٤٢)، وابن ماجة (٢٧١٢) من طرق عن قتادة، عن شهر بن حَوْشب، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن عمرو بن خارجة فذكر الحديث وسيأتي لفظ الحديث كاملًا في الحج.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح".
قلت: بل هو حسن فقط للكلام في شهر بن حوْشب غير أنَّه حسن الحديث. ومن طريقه رواه أيضًا الإمام أحمد (١٧٦٦٤، ١٧٦٦٥، ١٧٦٦٦).
وقوله: "تقصع بِجَرتها" تقصع بمعني تمضغُ، والجَرَّة بفتح الجيم وكسرها، وتشديد الراء. وهي ما يخرجه البعير من الجوف إلى الفم فيأكله مرة ثانية.
وإنَّما يفعل ذلك إذا كان البعير مطمئنًا، وإذا خاف لم يخرجها.
• عن أنس بن مالك قال: إنِّي لتحت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسيل عَلَيَّ لعابُها فسمعته يقول: "إنَّ الله قد أعطى كلَّ ذي حقِّ حقَّه ألا لا وصية لوارث".
صحيح: رواه ابن ماجة (٢٧١٤) عن هشام بن عمَّار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن شُعيب بن شابور، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد، أنَّه حدَّثه عن أنس بن مالك فذكره.
وإسناده صحيح كما قال البوصيري.
• عن خالد بن العَدَّاء بن هوذة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائم في الركابين.
حسن: رواه أبو داود (١٩١٧) عن هناد بن السري وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حَدَّثَنَا وكيع، عن عبد المجيد، حَدَّثَنِي العَدَّاء بن خالد بن هوذَة، قال هنَّاد: عن عبد المجيد أبي عمرو، حَدَّثَنِي خالد بن العدَّاء بن هوذَة فذكره.
قال أبو داود: رواه ابن العلاء، عن وكيع كما قال هناد. ثمّ قال: (١٩١٨) حَدَّثَنَا عباس بن عبد العظيم، حَدَّثَنَا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا عبد المجيد أبو عمرو، عن العدَّاء بن خالد بمعناه.
قلت: ومن طريق وكيع: رواه الإمام أحمد (٢٠٣٣٥)، فقال فيه: "العدَّاء بن خالد بن هوذة"