للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال العجلي: "جائز الحديث".

قلت: هو من رجال مسلم، من أثبت الناس في زيد بن أسلم، وقد صحَّح هذا الإسناد البوصيري في "زوائده"، إلَّا أنَّه زاد بين الأنبياء والصالحين "العلماء"، وزاد أيضًا: ويبتلى بالقمل حتَّى تقتله". وقال: "صحيح على شرط مسلم، فقد احتجَّ بهشام بن سعد".

• عن فاطمة، أخت حذيفة، قالت: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه، يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حرِّ الحمَّى، قلنا: يا رسول الله! لو دعوت الله فشفاك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم".

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٧٩) والطبراني في "الكبير" (٢٤/ ٢٤٥) كلاهما من طريق شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمَّته فاطمة، فذكرت الحديث.

ورواه الحاكم (٤/ ٤٠٤) من هذا الوجه، ورجال إسناده ثقات، غير أبي عبيدة بن حذيفة، وهو معروف بكنيته، ولا يسمَّى كما قال أبو حاتم. وقد روي عنه جمع، ووثَّقه ابن حبان، والعجلي، وحسن حديثه الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٩٢) ولم يُعرف فيه جرح، وأمَّا الحافظ؛ فقال فيه: "مقبول". أي إذا توبع، لكني لم أقف على متابع له غير أنَّه يُحسَّن حديثه لشهرته، وشواهده.

• عن بعض أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: دخلنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك. فقلنا: أخ أخ، بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! ما أشدَّ وعكك! فقال: "إنَّا معشر الأنبياء يُضاعف علينا البلاءُ تضعيفًا". قال: قلنا: سبحان الله! قال: "أفعجبتم؟ إنَّ أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء والصالحون، الأمثل فالأمثل". قلنا سبحان الله! قال: "أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليدرع العباءة من الحاجة، لا يجد غيرها". قلنا: سبحان الله! قال: "أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليقتله القمل". قلنا: سبحان الله! قال: "أفعجبتم؟ إن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرّخاء".

حسن: رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٥) عن عبيدالله بن عمر الجُشمي، وغيره، حدَّثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدثنا إسماعيل بن كثير، عن زياد بن أبي زياد -مولي ابن عياش-، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فذكره.

وإسناده حسن، فإنَّ يحيى بن سليم الطائفي وإن كان من رجال الجماعة إلَّا أنَّه مختلف فيه؛ فتكلَّم فيه النسائي، والدارقطني، ووثَّقه ابن معين، وابن سعد، وابن حبان، والعجلي، وغيرهم. وهو حسن الحديث. وبقية رجاله ثقات، وزياد بن أبي زياد -مولي ميسرة المخزومي- المدني،

<<  <  ج: ص:  >  >>