مولي عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، من رجال مسلم، روي عن مولاه، وعن جماعة من الصحابة، وثَّقه النسائي وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "كان عابدًا زاهدًا". وقال مالك: "كان عمر بن عبد العزيز يُكرمه". وقال أيضًا: "كان رجلًا عابدًا معتزلًا لا يزال يكون وحده".
• عن عمر، قال: وضعتُ يدي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: بأبي وأمي ما أجرك! وهو يومئذٍ محموم، فقال: "إن كنَّا يُضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر".
صحيح: رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٢٤١) عن عبد الرحمن بن صالح، حدثنا علي بن ثابت، عن الأوزاعي، عن نافع، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر، فذكر مثله.
ورجاله ثقات، غير علي بن ثابت، وهو الجزري، فقال فيه الحافظ: "صدوق ربما أخطأ، وقد ضعَّفه الأزدي بلا حجة". كذا قال، والصواب أنَّه ثقة؛ لأنَّه وثَّقه ابن معين، وأبو داود، وأبو زرعة، وابن سعد، وقال النسائي: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في الثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة، قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أشد الناس بلاءً؟ فقال: "النبيون، ثمَّ الصالحون".
رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٤)، وفيه ليث، وهو ابن أبي سُليم، ضعَّفه جمهور أهل العلم لضعف حفظه واختلاطه في آخر عمره، قال ابن حبان: "اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم".
وفي الباب أيضًا عن عائشة مرفوعًا: "إنَّا معشر الأنبياء يُشدُّ علينا الوجع ليكفِّر عنَّا".
رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٩)، عن إبراهيم، (وهو ابن زياد سبلان)، حدَّثني يحيى بن بُكير، حدثنا ابن لهيعة، حدثني محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُشدَّد عليه إذا مرض، حتَّى لربَّما مكث خمس عشرة لا ينام، وكان يأخذه عرق الكلية، وهو الخاصرة، فقلنا: يا رسول الله! لو دعوتَ الله فيكشف عنك. فقال, فذكرت الحديثَ.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، والحديث ليس من رواية أحد العبادلة عنه.
وفي الباب أيضًا عن عائشة مرفوعًا: "من أُصيب بمصية فليتعز بمصيبته بي؛ فإنَّه لن يُصاب أحد من أمتي بأشد منها".
رواه ابن ماجه (١٥٩٩)، من حديث موسي بن عبيدة، حدثنا مصعب بن محمد، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.
وفيه موسى بن عبيدة الربذي، أهل العلم مطبقون على تضعيفه، وبه ضعَّفه البوصيري في زوائد ابن ماجه.