وعبد الرحمن بن أزهر له صحبة، شهد حنينًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصغار، قال:"وهو نحو عبد الله بن عباس في السن، بقي إلى فتنة ابن الزبير". وله ذكر في الصّحيحين في ذكر الركعتين بعد العصر.
وإلى هؤلاء أشار الحاكم بقوله:"رواته مدنيون". فمثلهم يحسَّن حديثهم إذا لم يُخالفوا.
وأمَّا ما رُوي عن أبي هريرة، قال: ذُكرت الحمَّى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسبَّها رجلٌ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبُّها؛ فإنَّها تنفي الذنوبَ كما تنفي النار خبث الحديد"، فهو ضعيفٌ، رواه ابن ماجه (٣٤٦٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدَّثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن علقمة بن مرثد، عن حفص بن عبيد الله، عن أبي هريرة، فذكر الحديثَ.
وموسي بن عُبيدة، هو ابن نشيطٍ الربذي المدني، ضعيف عند جماهير أهل العلم. وأطلق عليه الحافظ في "التقريب" بأنَّه "ضعيف".
• عن معاوية، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من شيء يُصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلَّا كفَّر الله عنه به من سيِّئاته".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٨٩٩) عن يعلى بن عبيد، قال: حدَّثنا طلحة -يعني ابن يحيى-، عن أبي بُردة، عن معاوية، فذكر مثله.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٤٧) من هذا الوجه وقال: "صحيح على شرط الشيخين". والصواب أنَّه على شرط مسلم؛ لأنَّ طلحة بن يحيى لم يُخرج له سوى مسلم، ثمَّ هو مختلَف فيه، غير أنَّه حسن الحديث.
ورواه الطبراني في "الكبير" (١٩/ ٣٥٩) وفي الأوسط"(٥٨٤٣) من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحي بإسناده، وقال في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن يحيى إلَّا يونس ابن بكير، ولم يرو عن معاوية إلَّا أبو بردة". كذا قال، وقد رواه يعلي بن عبيد عن طلحة بن يحيي كما مضى، وأورده الهيثمي في "المجمع"(٢/ ٣٠١) وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وفيه قصَّة، ورجال أحمد رجال الصحيح".
قلت: القصة التي يشير إليها الهيثمي هي ما ذكرها الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" والمنذري في "الترغيب" (٥١٢٥) واللفظ له، عن ابن أبي الدنيا، قال أبو بردة: كنت عند معاوية وطبيب يُعالج قُرحةً في ظهره، وهو يتضرَّر، فقلتُ له: لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه! فقال: ما يسرُّني أنِّي لا أجده، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يصيبه أذى من جسده إلَّا كان كفَّارةً لخطاياه". ولفظ الطبراني فيه سقطات، إلَّا أنَّ ابن أبي الدنيا لم يذكر هذه القصة، وإنَّما اكتفى بلفظ الحديث المرفوع، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من شيءٍ يصيب المؤمن في جسده، ويؤذيه إلَّا كُفِّر به عن سيئاته". رواه في "المرض والكفارات" (٣٥) عن محمد بن عبد الرحمن، عن يعلى بن