صحيح: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (٥٢٢) عن قيس بن حفص، قال: حَدَّثَنَا خالد بن الحارث، قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبيّ، أن أبا بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري قالوا: يا أبا حفص! حَدَّثَنَا. قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ووالد عبد الحميد هو: جعفر بن عبد الله بن الحكم.
وعمر بن الحكم بن رافع هو: عم جعفر بن عبد الله بن الحكم.
وعمر بن الحكم بن رافع الأنصاري سماه هُشيم بن ثوبان كما سيأتيّ، وقد قيل هما رجل واحد، ولا يضر هذا الخلاف، فإن صحَّ أنهما رجلان فكلاهما ثقتان.
وحديث هُشيم هذا رواه الإمام أحمد (١٤٢٦٠) عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم ابن ثوبان، عن جابر بن عبد الله ولفظه: "من عاد مريضًا لم يزل يخوضُ الرحمةَ حتّى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها".
قال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٢٩٧): "رواه أحمد والبزّار، ورجال أحمد رجال الصَّحيح".
وأخرجه أيضًا ابن حبَّان في صحيحه (٢٩٥٦)، والحاكم (١/ ٣٥٠) وقال: "صحيح الإسناد على شرط مسلم".
قلت: وهو كما قال، إِلَّا أن هُشيما أسقط الواسطة بين عبد الحميد بن جعفر وبين عمر بن الحكم بن ثوبان، والصواب إثباته لما فيه زيادة علم، وإن كان عبد الحميد بن جعفر رُوي عن أبيه، وعن عم أبيه وهو عمر بن الحكم.
وقد رُوي هذا الحديث عن كعب بن مالك ولفظه: "من عاد مريضًا خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها".
وقال: "وقد استنقعتُم إن شاء الله في الرحمة" رواه الإمام أحمد (١٥٧٩٧) والبزّار "كشف الأستار" (٧٧٥)، والطَّبرانيّ في "الكبير" (١٩/ ٣٥٣)، وفي "الأوسط" (٩٠٧) وفي طريقهم أبو معشر، وهو نُجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف من قبل حفظه، فلعله وهم في ذلك فجعله من مسند كعب بن مالك، وأخرى من كعب بن عجرة كما في "الكبير" للطبرانيّ، فقول الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٢٩٨): رواه أحمد والطَّبرانيّ في الكبير والأوسط وإسناده حسن" ليس بحسن، بل هو ضعيف.
وقد رُوي عن أنس مرفوعًا: "أيما رجل يعود مريضًا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غَمَرتُه الرحمةُ" قال: فقلت: يا رسول الله، هذا الصَّحيح الذي يَعود المريضَ، فالمريضُ ما له؟ قال: "تُحط عنه ذُنوبه".
رواه أحمد (١٢٧٨٢) والطَّبرانيّ في "الأوسط" (٨٨٤٦) كلاهما من حديث هلال بن أبي داود الحبطي