أبي هشام، قال: أخي هارون بن أبي داود حَدَّثَنِي، قال: أتيت أنس بن مالك، فقلت يا أبا حمزة! إن المكان بعيد، ونحن يُعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن هارون إِلَّا أخوه هلال.
قلت: هارون بن أبي داود "مجهول" فإنه لم يرو عنه إِلَّا أخوه، وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم في كتابيهما، وسمياه: مروان بن أبي داود، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإنما ذكره ابن حبَّان في "الثّقات" ولم يؤثر عن أحد توثيقه.
وقال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٢٩٧): "رواه أحمد والطَّبرانيّ في "الصغير" و"الأوسط" وزاد: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". وأبو داود ضعيف جدًّا وفي إسناد الطبرانيّ: إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف أيضًا" انتهى.
هكذا قال: أبو داود، وإنما هو ابن أبي داود.
وأمّا رواية الطبرانيّ التي فيها إبراهيم بن الحكم بن أبان فهي في "الصغير" (٥١٩) رواه من طريقه، عن أبيه، عن عكرمة، عن أنس فذكره، وقال: لم يروه عن عكرمة إِلَّا الحكم، تفرّد به إبراهيم.
وفي الباب أيضًا عن أبي أمامة مرفوعًا: "عائد المريض يخوض في الرحمة ووضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وَرِكهـ، ثمّ قال: "هكذا مقبلًا ومدبرًا، فإذا جلس عنده غمرتْه الرحمة".
رواه أحمد (٢٢٣٠٩) والطبرانيّ، قال الهيثميّ في "المجمع": وفيه عبيد الله بن عبيد بن زحر، عن عليّ بن زيد وكلاهما ضعيف.
كذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه هنا: أن طبتَ، وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنّة منزلًا".
رواه الترمذيّ (٢٠٠٨) وابن ماجه (١٤٤٣) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا أبو سنان القسْمَلي وهو الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة فذكره ولفظهما سواء.
قال الترمذيّ: "حسن غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان، وقد روي حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا" انتهى.
وصحّحه ابن حبَّان (٢٩٦١) وأخرجه من وجه آخر عن حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان بإسناده مثله. وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٦٤) وهذا يدل على تساهلهما فإن في الإسناد أبا سنان وهو عيسي بن سنان القسملي قال فيه ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: مخلط ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، وقال النسائيّ: ضعيف.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه بلفظ "من عاد المريض خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده اغتمس فيها" رواه الطبرانيّ في "الصغير" (١/ ٥٣) وفيه شيخ الطبرانيّ وهو أحمد بن الحسن