كلّهم من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وصحّحه ابن حبان (١٥٠)، ورواه من هذا الوجه ولفظه: "لن يدع الشّيطان أن يأتي أحدَكم فيقول: من خلق السموات والأرض؟ فيقول: اللَّه، فيقول: فمن خلقك؟ فيقول: اللَّه، فيقول: فمن خلق اللَّه، فإذا حسَّ أحدكم بذلك" فذكر بقية الحديث.
هكذا رواه عدد منهم الضّحّاك بن عثمان الحزاميّ، وعبد اللَّه بن الأجلح، وإسماعيل بن عياش، ومروان بن معاوية، وسفيان الثوريّ، وليث بن سالم وغيرهم كما ذكره الدارقطنيّ، كلهم عن هشام ابن عروة عن أبيه، عن عائشة.
قال البزّار: وهذا رواه غير واحد عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة، وغير واحد عن عائشة منهم أبو صالح" انتهى.
قلت: لعلّه قصد بذلك الرد على أبي زرعة في تخطئته لحديث عائشة، وقوله: "والصحيح حديث ابن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة "العلل" (٢/ ١٥٩)، وكذلك رجح الدارقطني في العلل (١٤/ ١٥٩)، أنه من حديث أبي هريرة، ولكن لا يمنع هذا أن يكون لعروة شيخان، أبو هريرة وعائشة، ولذا صححه غير واحد من أهل العلم حديث عائشة أيضًا.
وفي الباب عن خزيمة بن ثابت، رواه الإمام أحمد (٢١٨٦٧)، والطبرانيّ (٣٧١٩)، وأبو يعلى كلّهم من طريق الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، أنّه سمع عروة يحدِّث عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن أبي عاصم في "السنة" (٦٥٠).
وفي الإسناد عبد اللَّه بن لهيعة، وفيه كلام معروف، ولم أجد من الرّواة عنه أحدًا من العبادلة الذين سمعوا منه قبل الاختلاط.
وفي الباب أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (١٩١٧) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه ابن عمرو.
قال الطبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو إِلَّا مالك، ولا عن مالك إِلَّا ابن أبي أويس، تفرّد به أبو الطّاهر بن السرح. ورواه النّاس عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة".
وذكره الهيثميّ في "المجمع" (١/ ٣٤)، ونسبه للطبرانيّ في "الأوسط والكبير" وقال: "رجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحّان شيخ الطبرانيّ". ولم يقل فيه شيئًا، فالظّاهر أنه لم يعرفه.
• عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ اللَّه تجاوز عن أُمّتي ما حدَّثتْ به