عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره، واللفظ للنسائي، ولفظ أبي داود نحوه.
قال النسائي: "ربيعة ضعيف".
قلت: وهو كما قال: قال فيه البخاري: "عنده مناكير"، وقال فيه الحافظ: "صدوق له مناكير".
وكذلك ما رُوي عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، يحدث عن أبيه، عن جده مرفوعًا: "ما من مؤمن يُعَزِّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه وتعالى من حلل الكرامة يوم القيامة" فهو ضعيف أيضًا.
رواه ابن ماجه (١٦٠١) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني قيس أبو عُمارة مولى الأنصار، قال: سمعتُ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فذكره.
ورواه عبد بن حميد في "المنتخب" (٢٨٧) عن خالد بن مخلد البجلي بإستاده مثله.
وقيس أبو عمارة الفارسي مولي سودة بنت سعيد المديني، قال فيه البخاري: "فيه نظر".
وأورده العقيلي في "الضعفاء الكبير" (١٥٢٤) وساق له حديثين آخرين وقال: "لا يتابع عليهما جميعًا" وبه أعلّه البوصيري في زوائد ابن ماجه. وأما ابن حبان فأورده في "الثقات".
وليَّن فيه الحافظ القول فقال: "فيه لين" والحق أنه ضعيف.
والعلة الأخرى: أن فيه إرسالًا، فإن عبد الله بن أبي بكر -جده محمد بن عمرو بن حزم أبو عبد الملك المدني- له رؤية وليس له سماع، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين.
قال الحافظ في "النكت الظراف" (٨/ ١٤٨): "هذا الحديث من رواية محمد بن عمرو بن حزم، فإن في الإسناد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده -فجده هو "محمد" وله رؤية، والحديث مرسل، نقلت ذلك من خط ابن عبد الهادي".
وكذلك ما رُوي عن أنس مرفوعًا: "من عَزَّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله حلة يُحْبَر بها" قيل: يا رسول الله وما يُحبر بها؟ قال: "يُغْبَطُ بها يوم القيامة".
رواه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٧٢).
قال: كتب إلي مكحول، ثنا عبد الله بن هارون، حدثني قدامة بن محمد بن خشرم، حدثني أبي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن شهاب، عن أنس فذكره.
قال الشيخ: هذا الحديث بهذا الإسناد ليس له أصل. وقال أيضًا بعد أن ذكر حديثين آخرين: "لم أر لعبد الله بن هارون الفروي أنكر من هذه الأحاديث التي ذكرتها" وأورده ابن حبان في "المجروحين" (٨٨٥) في ترجمة قدامة بن محمد بن خشرم الخشرمي، عن أبيه بإسناده كما سبق وقال: "لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
وقدامة بن محمد هذا ذكره ابن عدي في "الكامل"، وابن الجَوْزي في "الضعفاء والمتروكين" (٢٧٦٣).