وزهير بن محمد التميميّ أبو المنذر الخراساني، سكن الشّام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها.
وهذا الحديث رواه عنه عبد الملك بن محمد وهو شاميّ.
قال أبو حاتم: "محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشّام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدّث من حفظه ففيه أغاليط، وما حدَّث من كتبه فهو صالح".
والثاني أبو الزّناد: ومن طريقه رواه الترمذيّ (٣٥٠٧) عن إبراهيم بن يعقوب، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، بإسناد مثله، واللّفظ له.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن منده في التوحيد (٢/ ٢٠٥)، وابن حبان في صحيحه (٨٠٨)، والحاكم (١/ ١٦)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٦) من طريقين صفوان بن صالح، وموسى بن أيوب كلاهما عن الوليد بن مسلم.
وظاهره السّلامة من العلل؛ لأنّ صفوان بن صالح، والوليد بن مسلم كلاهما صرّحا بالتحديث، ولكن أعلّه الترمذيّ قائلًا: "هذا حديث غريب، حدثنا به غيرُ واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث (كذا قال! وقد رواه أيضًا موسى بن أيوب كما مضى)، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا نعلم في كبير شيء من الرّوايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح" انتهى قول الترمذيّ.
ثم روى الترمذيّ من طريق سفيان، عن أبي الزّناد بإسناده مرفوعًا: "إنّ للَّه تسعة وتسعين اسمًا, من أحصاها دخل الجنّة". وقال: "وليس في هذا الحديث ذكر الأسماء، ورواه أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، ولم يذكر فيه الأسماء" انتهى قوله.
ورواية سفيان، وشعيب بن أبي حمزة في الصحيح كما سبق.
وقال البغويّ في "شرح السنة" (١٢٥٧) بعد أن روى الحديث من طريق صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ونقل كلام الترمذيّ بكامله: "يحتمل أن يكون ذكرُ هذه الأسامي من بعض الرّواة، وجميع هذه الأسامي في كتاب اللَّه، وفي أحاديث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- نصًا أو دلالة.
واللَّه عزّ وجلّ أسماءُ سوى هذه الأسامي أتى بها الكتاب والسنة، منها: الرّب، والمولي، والنّصير، والفاطر، والمحيط، والجميل، والصّادق، والقديم، والوتر، والحنّان، والمنّان، والشّافي، والكفيل، وذو الطَّوْل، وذو الفضْل، وذو العرش، وذو المعارج وغيرها، وتخصيص بعضهنّ بالذّكر لكونها أشهر الأسماء.