جابر بن عبد الله في ترك الصلاة عليهم صحيح صريح، وأبوه عبد الله أحدُ القتلى يومئذ، فله الخبرة ما ليس لغيره".
• عن أبي برزة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في مغزًى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: "هل تفقدون من أحدٍ؟ " قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جُلَيبيبًا فاطلبوه" فطلب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوقف عليه فقال: "قتل سبعةً، ثم قتلوه هذا مني، وأنا منه، هذا مني وأنا منه" قال: فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم قال: فحفر له، ووضع في قبره، ولم يذكر غُسْلًا.
صحيح: رواه مسلم في المناقب (٢٤٧٢) عن إسحاق بن عمر بن سَليط، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نُعيم، عن أبي برزة فذكره.
• عن عبد الله بن الزبير قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى بعضُهم إلى دون الأعراض إلى جبل بناحية المدينة، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان حنظلة بن أبي عامر الثقفي هو، وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود، فعلاه شداد بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن صاحبكم حنظلة تُغَسِّله الملائكة، فسلوا صاحبتَه".
فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهائعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فذاك قد غسَّلته الملائكة".
حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (٧٠٢٥)، والحاكم (٣/ ٢٠٤) من طريق محمد بن إسحاق ابن إبراهيم، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، قال: قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس إلا أنه صرَّح بالتحديث، وصحَّحه الحاكم على شرط مسلم. وجد يحيى بن عباد هو: عبد الله بن الزبير، فيكون الحديثُ مرسل صحابي، لأن عبد الله بن الزبير لم يدرك يوم أُحد، كان له سنتان، والجمهور يحتجون بمرسل الصحابي كما قال النووي في "الخلاصة" (٣٣٦٨).
وقوله: "أعراض المدينة، أي قراها التي في أوديتها، وقيل: أعراض المدينة هي: بطون سوادها حيث الزرع والنخل. وقولها:"الهائعة" أي الصوت الذي تفْزَعُ عنه وتخاف.