مشَّاه ابن عدي فقال: له أحاديث صالحة، وقال الدَّارقطنيّ: يختلفون فيه، وليس به بأس، وذكره ابن حبَّان في "الثقات".
والخلاصة أنه يحسن حديثه إذا لم يأت بشيء منكر، وذكر البقيع في هذا الحديث منكر إذ لم يكن فيها قبور الجاهليّة.
• وعن أنس قال: بينما نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في نَخْلٍ لنا، نخلٍ لأبي طلحة يتبرز لحاجته، قال: وبلال يمشي وراءَه، يُكرم نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمشي إلى جنبه، فمر نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم بقبر، فقام حتّى تَمَّ إليه بلال فقال: "ويحك يا بلال، هل تسمع ما أسمعُ؟ " قال: ما أسمع شيئًا، قال: "صاحب القبر يُعَذَّب" قال: فسئل عنه فوُجد يهوديًا.
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٢٥٣٠) عن عبد الصّمد، حَدَّثَنِي أبيّ، حَدَّثَنَا عبد العزيز، عن أنس فذكره. وقال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٥٦): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، وعبد العزيز هو: ابن صُهَيب.
• عن أم مُبشِّر قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبور، منهم قد ماتوا في الجاهليّة، فسمعهم وهم يُعَذَّبون، فخرج وهو يقول: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" قالت: قلت: يا رسول الله! وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: "نعم، عذابًا تسمعه البهائم".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٤٤)، والطَّبرانيّ في "الكبير" (٢٥/ ١٠٣)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (١٠٨) كلّهم من طريق أبي معاوية قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر فذكرته. وإسناده صحيح، وصحَّحه أيضًا ابن حبَّان (٣١٢٥).
وقال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٥٦): "ورواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح" وفاته العزو إلى الطبرانيّ.
• عن جابر بن عبد الله قال: دخل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا نخلًا لبني النجَّار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهليّة، يُعَذَّبون في قبورهم، فخرج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر.
حسن: رواه أحمد (١٤١٥٢) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٦٧٤٢) قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي الزُّبير.
ورواه البزّار "كشف الأستار" (٨٧١) من وجه آخر عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير بإسناده مثله، ورواه الطبرانيّ في "الأوسط" (٤٦٢٥) من وجه آخر عن أسامة بن زيد، عن أبي الزُّبير بإسناده، وزاد فيه: "يعذبون في القبور في النميمة".
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إِلَّا ابن لهيعة.