الله المستقيمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لَلَاحقون".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤: ١٠٣) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس فذكره.
وقولها: "ثم أجافه" بالجيم - أي أغلقه.
وقوله: "ما لك يا عائش! حَشْيًا رابية؟ " عائش فيه ترخيم وهو حذف الحرف الأخير من المنادى.
و"حَشْيًا" - بفتح الحاء وإسكان الشين، معناه: وقد وقع عليك الحشا وهو الربو، والتهيج الذي يعرض للمُسْرع في مشيه، والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره، يقال: امرأة حشياء وحشية، ورجل حشيان وحشش، قيل: أصله من أصاب الربو حشاء.
وقوله: "رابية" أي مرتفعة البطن.
وقولها: "فلَهَدني" بفتح الهاء والدال، ورُوي "فلهزني" - بالزاي وهما متقاربان، ويقرب منهما "لكزه" و"وكزه"، فاللهد الدفع، واللهز الضرب بالكف على الصدر.
• عن عائشة قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فأَرسلتُ بريرة في أثره لتنظر أين ذهب، قالت: فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع، ثم رفع يديه، ثم انصرف، فرجعت إليّ بريرة، فأخبرتْني، فلما أصبحت، سألتُه فقلت: يا رسول الله! ، أين خرجت الليلة؟ قال: "بعثْتُ إلى أهل البقيع لأُصَلِّي عليهم".
حسن: رواه أحمد (٢٤١٦٢) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن علقمة ابن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة واسمها مرجانة، وهي مختلفة فيها فلم يرو عنها إلا ابنها وشخص آخر، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: "مدنية تابعية ثقة"، واضطرب فيها قول الذهبي فذكرها في "الميزان" في "المجهولات" وقال في الكاشف: "وثِّقَت".
ورواه النسائي (٢٠٣٨) وابن حبان (٣٧٤٨)، والحاكم (١/ ٤٨٨) كلهم من طريق مالك -وهو في الموطأ- الجنائز (٥٥) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه مرجانة، إلا أنه لم يذكر فيه رفع اليدين، فلعله اختصره.
وأما ابن حجر فقال فيها: "مقبولة" على قاعدته فيمن وثقه ابن حبان، وهو كما قال، فإنها تقبل عند المتابعة، وإلا فهي لينة الحديث، ولكن لا بأس بقبول حديثها لوجود شواهد له.
وأما ما رُوي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال: "إني أُمرت أن أدعو لهم"، فلم يثبت.
رواه الإمام أحمد (٢٦١٤٨) عن عبد الله بن عمرو، عن زهير، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه فذكره.