وأبو بكر هو: ابن محمد بن عمرو بن حزم ولد سنة (٣٦ هـ) ولم يذكروا له سماعًا من عائشة مع أنه كان ممكنًا إذ ماتت عائشة رضي الله عنها سنة (٥٧ هـ) على الصحيح.
ولكن اختلف على عبد الله بن أبي بكر، فيقال: ما رواه زهير وهو: ابن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر لا يثبت فيه قوله:"عن أبيه" كما قال الدارقطني فإن صحَّ هذا فلقاء عبد الله بن أبي بكر عن عائشة أبعد، والله تعالى أعلم.
• عن بريدة بن الحُصَيب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول (في رواية أبي بكر): السّلام على أهل الديار، (وفي رواية زهير): السلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله لَلاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن علقمة بن مَرْثَدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره.
وزاد النسائي (٢٠٤٠) بعد قوله: "بكم لاحقون": "أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله العافية لنا ولكم".
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المقبرة فقال: "السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
صحيح: رواه مالك في الطهارة (٢٨) عن العلاء بن عبد الرحمن، ومن طريقه مسلم (٢٤٩) في حديث طويل مضى في الطّهارة، باب فضل الوضوء والغرّ المحجلين من آثار الوضوء.
قال الخطابي في معالم السنن: "فيه من العلم أن السلام على الموتَى كهو على الأحياء في تقديم الدعاء على الاسم، ولا يقدم الاسم على الدعاء كما تفعله العامة، وكذلك هو في كل دعاء الخير كقوله تعالى:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[هود: ٧٣] وكقوله عز وجل: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}[الصافات: ١٣٠] وقال في خلاف ذلك: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}[ص: ٧٨] فقدم الاسم على الدعاء، وفيه أنه سمي المقابر دارًا، فدل على أن اسم النار قد يقع من جهة اللغة على الربع العامر المسكون، وعلى الخراب غير المأهول كقول الشاعر:
يا دار مَيّة بالعلياء فالسند
ثم قال:
أقْوات وطال عليها سالف الأمد
وأما قوله:"وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" فقد قيل إن ذلك ليس على معنى الاستثناء الذي يدخل الكلام لشكّ وارتياب، ولكنه عادةُ المتكلِم يُحسِّن بذلك كلامه ويُزينه، كما يقول الرجل